البطل الخارق، صور تدمي القلب وتخدش الحياء
عنب بلدي – العدد 101 – الأحد 26 كانون الثاني 2014
هل احتاج السوريون ظهور البطل الخارق الذي تم تجنيده من قبل المخابرات التركية في فرع الشرطة العسكرية التابع للنظام السوري، حسب ما أفادت به وكالة الأناضول التركية، كي يذكرهم بمعتقليهم وحالهم المتردي الذي يرأف له «منحبكجي نازي»! وهنا لا أبخس «سيزار» أو «قيصر» -وهو اللقب الذي اختار أهم رجال القانون المتخصصين بالتحقيق في جرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي إطلاقه على عنصر الشرطة العسكرية المنشق عن النظام السوري- عمله الضخم والتاريخي بجمع هذا الكنز الثمين الذي يشكل الدليل القاطع على تورط الأسد بجرائم حرب، ويذكر العالم أجمع -وإن كان ليس بحاجة لنكز فكل شيء واضح أمامه- بالجرائم المرعبة اللاإنسانية التي قام ويقوم بها نظام بشار الأسد بحق من قدم الورود للجيش الأسدي في يوم من الأيام.
بعد تسريب خمس وخمسين ألف صورة لأحد عشر ألف معتقلٍ لقوا حتفهم في سجون بشار الأسد –وهو ليس بالشيء المستغرب أصلًا- وهنا لن أتطرق للوسائل التي استخدمت في تعذيبهم فقد غدت هواجس عند السوريين ولا أستثني الأطفال منهم، بعد هذا التسريب ترسخ مصطلح ما يسمى «الفوبيا الزمنية» لتتسارع الأخبار والتحليلات من كل الأطراف سواء الدولية منها أو حتى تحليلات الناشطين، وربما بعض هواة ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة الغاية من نشرها في هذا الوقت فقد اعتادوا على طرح الكثير من الأمور التي حوّلت أنظارهم عن أمور أخرى أكثر أهمية على مر السنين الثلاثة المنقضية من عمر الثورة.
- معتقلون جدد وصور جديدة
تستمر الأعداد بالازدياد وتتوارد التوثيقات لأسماء معتقلين جدد في سجون الأسد لقوا حتفهم في تلك الأقبية العفنة، بينما ينتاب أهالي المفقودين والمعتقلين في سجون النظام حالة من الهلع والذعر متسائلين عن مصير أبنائهم، والذين طالما عادت تساؤلاتهم عن مصير أقاربهم، وتوسلاتهم للحصول ولو على أبسط المعلومات، دونما فائدة، في الوقت الذي يستمر فيه تسريب صور جديدة وتوثيقات لأحداث أعادت إلى الأذهان صور ضحايا حرب البوسنة التي وقعت قبل نحو 20 عامًا عاش فيها البوسنيون الويلات في معسكرات الاعتقال التي أقامها الصرب، وتستمر مع تكشف هذه الخروقات التساؤلات حول إمكانية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وكفايتها قانونيًا للذهاب بهم إلى محكمة الجنايات الدولية.
- آراء محلية ودولية
عزى الكثير من الدول والناشطين أيضًا سبب هذه الجرائم التي يتم ارتكابها في سجون الأسد إلى حقد طائفي تم ترسيخه وتعزيزه من قبل النظام نفسه، إذ يوقن من يرى الصور بأن من قام بهذا الفعل المشين ليس ببشر لا بل قد انسلخ عن آدميته إن لم يكن لقب «حيوان» هو خير وصف له.
بينما تباينت الآراء حول إمكانية الاستفادة من إنجاز «سيزار» أو «قيصر» العظيم وعدمها وذلك في تسريع خلاص الشعب السوري من الطاغية المجرم الذي عاث الخراب والدمار والقتل والتهجير بحق شعبه.
ويبقى السؤال هل ستستمر هذه الجرائم دون توقف ومساءلة، وهل ستستمر الأدلة بالتزايد، وتزداد الأسماء وتزداد الصور، أم سوف يكون هذا الإنجاز جسرًا لعبور رموز النظام الأسدي إلى لاهاي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :