أقدم مجهولون على وضع لافتات في بلدة النبطية جنوب لبنان، في 17 أيار الجاري، مثّلت تهديدًا مبطنًا للعمالة السورية هناك.
وجاء في اللافتات، وفق ما رصدت عنب بلدي عبر مواقع وصفحات في “فيس بوك”، “أيها السوري.. اليد التي تمتد إلى لقمة عيشنا سنقطعها”، وذيّلت بعبارة “عمال البلدة”.
تناقل لبنانيون وسوريون صور اللافتات، ولاقت استهجانًا بين شريحة واسعة من المعلقين، وكتب أحدهم “فرحت أول ما شفت البوست، خطر ببالي تكون يافطة تضامن وتأييد لثورة الكرامة في المعتقلات الصهيونية، انصدمت لما شفت المكتوب، أهل النبطية أهل كرم وجود، وهكذا أفعال تسيء للنبطية وأهلها الميامين”.
وأضاف “الشعب السوري شعب مكلوم ومنكوب بفعل الحرب الكونية عليه، مش ناقصو هيك تصرفات”.
وتوجهت عنب بلدي إلى الصحفية اللبنانية في موقع “جنوبية”، نسرين مرعب، للسؤال حول صحة تعليق اللافتات غير المسبوقة في النبطية، مؤكدة بدورها صحة ذلك.
وقللت مرعب من أهمية الحدث، وقالت “لا أتصور أنها تهديد بمعنى التعرض للسوريين، وليس بالضرورة أنها تمثل الجميع في البلدة، وهي مجرد (بروبغندا) وتجييش وتحريك رأي عام، ولا أظنها تمثل تهديدًا فعليًا”.
ورأت مرعب أن “المناخ اللبناني أصبح للأسف ضد اللاجئين السوريين، وينسحب ذلك على المواقف اللبنانية الرسمية، وهو ما يساعد على التعبئة الداخلية بشكل أكبر”.
لافتات النبطية كان قد سبقها لافتات مشابهة تندد بالعمالة السورية وتطالب بترحيلها أو اتخاذ إجراءات صارمة بحق اللاجئين السوريين، توزعت في الشمال والجنوب والعاصمة بيروت.
ويبلغ عدد السوريين في لبنان نحو مليون و600 ألف لاجئ، بحسب إحصاء المفوضية العليا للاجئين، وترى الحكومة اللبنانية أنهم باتوا يشكّلون عبئًا اقتصاديًا عليها، في حين ذهبت تقارير دولية إلى أنهم باتوا أحد أبرز محركي العجلة الاقتصادية فيها.