أحمد الشامي
في مسلسل كوميدي يقول الممثل «لقد فاجأني فلان بعشر صفعات…غدرًا…». بالمقابل هناك مثل فرنسي يقول «ضحكت علي مرة، عار عليك، ضحكت علي مرتين، عار علي أنا..» فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. ماذا في شأن السوريين الذين «يضحك» عليهم الدجّالون منذ القرن الماضي؟
بعد أسطورة «الثورة» العربية الكبرى وطرد «المحتل العثماني» جاء الانتداب ثم مسرحية الاستقلال لوضع البلد في يد العسكر من جيش المشرق… الذي أسسه الفرنسيون.
حلم «الوحدة» الناصري انتهى إلى كابوس الدولة البوليسية تبعه نظام «الزعبرة» البعثي «العلماني الاشتراكي والوحدوي» الذي وضع أسس النظام الطائفي اللصوصي والتقسيمي الأسدي…
مع مجيء اﻷفّاق اﻷكبر، حافظ اﻷسد، بلغ «الاستحمار» أعلى درجاته، فاﻷسد اﻷب الذي أشهر إسلامه علناً قتل هو وابنه من المسلمين أكثر مما قتل «هولاكو». «حافظ» باع الجولان في «نكسة» لها طعم الكارثة ثم قدم هزيمة حرب تشرين النكراء على أنها «انتصار»، ولماذا لا يفعل؟ طالما هناك مغفلون يبتلعون ترهاته ويسبحون بحمده. اﻷسد الوريث و «نصر الله» سارا على ذات الدرب في استغفال المغفل وفي ازدراء العقول.
على مبدأ «ماحدا أحسن من حدا» كان «أمير المؤمنين» المجاهد «أبو بكر البغدادي» وريث عرش «داعش» آخر المنضمين إلى جوقة النصّابين. من استمع لخطبته اﻷخيرة كان يكفيه أن يضع «العدو الصهيوني» محل «النصيري» ليجد خطابات اﻷسد ذاتها.
الرجل الملثم والمتواري في جحر خوفًا على حياته يعد بتوفير اﻷمان لرعاياه ويتعهد «بالضرب على أيدي المخطئين ورد الحقوق» فالخطأ «فردي» حتمًا ﻷن «الدولة» معصومة ولا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من خلفها. الرجل يؤكد، لا فض فوه، أن تحرير «حلب» كان قضية ساعات لولا «العدوان الغادر» وأن الوصول ﻹدلب كان مرهونًا «بجفاف اﻷرض..» وكانت «الدولة» سوف تسقط النظام في دمشق وسوف تعرج على القدس وسوف… «لولا المؤامرة واعتداء الصحوات عليها..». ينتهي «اﻷمير» إلى التذكير بأن «في الدولة أسوداً وأن التحرير قادم، بإذن الله، والنصر صبر ساعة..» وعيش يا كديش..
من يضع عقله في الثلاجة ويستهين بالعلم والمنطق سوف يستمر في تلقي الصفعات «غدرًا…» ولن يتوقف عددها عند عشر.