صولات وجولات وشعارات “طنانة” أخفقت في وصول مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبان، إلى رئاسة الإليزيه، لتعبد الطريق بتلك الشعارات أمام منافسها، إيمانويل ماكرون، وزوجته.
الانتخابات التشريعية هدفها الثاني
لوبان التي سارت على النهج الأمريكي وأطلقت وعودًا، كتلك التي استند عليها دونالد ترامب في وصوله للبيت الأبيض، كان من الصعب إسقاطها على الشعب الفرنسي الذي خُيّر بين طرد المهاجرين واللاجئين والخروج من الاتحاد الأوروبي بزعامة لوبان، وبين إيجاد حل لمشكلة اللاجئين وتعزيز دور الاتحاد الأوروبي بقيادة الشاب ماكرون.
“نعم سأكون مرشحة” هكذا صرحت لوبان، الخميس الماضي لقناة “TF 1” الفرنسية، في إشارة منها إلى خوض حزبها اليميني المتطرف الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في حزيران المقبل، والتي ستقوض مساحة القرار السياسي لغريمها ماكرون في حال لم يحصل على أغلبية تصويت بمجلس النواب الفرنسي.
فبعد إضاعتها لحصة الأسد الرئاسية تسعى السيدة الخمسينية لترؤس دائرة مدينة “هينان – بومون” شمال البلاد ونيل أذن الجمل، مقابل تخليها عن مقعدها في البرلمان الفرنسي.
ثبات رغم الانقسام
انقسامات وخلافات داخلية يشهدها حزب مارين لوبان عقب الهزيمة المدوية في الانتخابات الرئاسية، دفعتها، وهي ابنة الزعيم التاريخي لليمين الفرنسي المتطرف جان مارين لويان، إلى إظهار ثباتها وعزيمتها في مواصلة العمل على “تغيير هوية فرنسا” و”رفض أوروبا واليورو”.
ومع كل الثبات الذي تظهره لوبان في كل محفل محلي ودولي تزداد الشكوك حول قدرة الحزب المنقسم على الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة والتي خاضتها لوبان سابقًا في عامي 2007 و2012 دون تحقيق أي فوز يذكر باستثناء الشعبية المتزايدة لحزبها.
“زعيمة رغم كل شيء”
الزعيمة التي انقلبت على ولدها وحولته إلى المجلس التأديبي عام 2015 عقابًا على إدلائه بتصريحات عرضتها للخجل كما ادعت، استطاعت باعتراف من معارضيها نقل اليمين الفرنسي المتطرف من الهامش إلى القوة الفاعلة في الحياة السياسية للبلاد.
ويُحسب للوبان، وهي أم لثلاثة أبناء ومطلقة لمرتين، استبسالها في تفعيل دور المرأة الفرنسية وقدرتها على قيادة البلاد والنهوض بالاقتصاد الفرنسي، لتستقطب شعبية نسائية راهنت عليها من قبل في الفوز بالانتخابات الرئاسية وتراهن عليها اليوم في الانتخابات التشريعية المقبلة.
“إن لم أدير البلاد أنا ستديرها ميركل”
في إطار تدعيم حزبها دوليًا، سعت لوبان خلال حملتها الانتخابية إلى الحصول على تأييد دولي قبل الداخلي لتبتعد بأفكارها عن السياسة الخارجية لفرنسا والمتبعة منذ سنوات طويلة.
فقررت الزعيمة كسب ود الدب الروسي، بزيارتها للرئيس فلاديمير بوتين في آذار الماضي، كما دعمت النظام السوري باعتبارها وجود بشار الأسد في السلطة “أفضل الحلول في ظل سيطرة الجهاديين”.
إلا أن تضاربًا بالمواقف بدا واضحًا بين مارين لوبان والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والمعروفة بسياستها “الرحيمة” مع اللاجئين، وذلك بعد دعم الأخيرة للغريم ماكرون قبيل الانتخابات الفرنسية، والتي فاز فيها ماكرون ليصبح رئيسًا رسميًا للبلاد في 14 أيار الجاري.
لوبان، المثيرة للجدل بتصريحاتها، ردت على المستشارة الألمانية موجهة حديثها للفرنسيين بأن ميركل تسعى لإدارة فرنسا عبر ماكرون.
وعبرت عن ذلك بقولها “مهما حصل ستدير فرنسا في المستقبل امرأة، قد أكون أنا، أو أنها ستكون أنجيلا ميركل”.