قرآن من أجل الثّورة 101
أسامة شماشان – الحراك السّلمي السّوري
- عن البكاء
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ} (سورة النجم، 43) كانت تدمع عيناه ويبكي عليه الصلاة والسلام في كثير من المواقف الجليلة أو المحزنة. كان بعض الصحابة يستغرب ويستهجن بكاء النبي، ولكن النبي يبين لهم أن هذه رحمة الله بعباده، بل وكان يأمر بالبكاء ومن لم يستطع عليه أن يتباكى وذلك بقول النبي (تباكوا). حقًا كان النبي طبيب النفوس، يعلم أنه يجب على اﻹنسان ممارسة انفعالاته بشكل طبيعي دون كبت أو تحوير.
للبكاء فوائد هامة كشف عنها العلم الحديث، ولكن المستغرب تمسك الناس بموروث قديم يعيب على الرجال البكاء، بل ويعتبر عيبًا وتشبهًا بالنساء مثل قولهم (عيب عليك تبكي مثل النسوان) ومثلها عبارات كثيرة في المواقف التي تستدعي البكاء. وفي القرآن الكريم إشارات كثيرة تدعونا إلى أخذ المسألة بجدية وعدم الضحك والسخرية، ﻷن عمر اﻹنسان قصير ويجب ملؤه بالعمل لا بالهزل والضحك {أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} (سورة النجم، 59-60).
- الحلم والطغيان
{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَٰذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (سورة الطور، 32) كلنا يحلم ولم لا!! فالحلم فيه تعويض نفسي واستشراف للمستقبل في ظل الظروف واﻷوضاع الصعبة أو السهلة على السواء.
وقد يكون حلم يقظة أو حلم نوم وكلاهما مشروع. أما الطاغية في تفكيره ورؤيته لنفسه فإنه يتجاوز الحلم من فرط طغيانه، ويعيش حالة شبيهة بالحلم وبعيدة عن الواقع والحق كل البعد. ويبين لنا بعض تفاصيل هذا الطغيان المختلط باﻷحلام في الآيات التي تلي ذلك {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} (سورة الطور، 35-37) ولكن كلنا يعلم أن الحلم لا يدوم ولابد أن يستيقظ اﻹنسان فجاءت اﻵية التالية {فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} (سورة الطور، 45).
ترى أﻻ يمكن أن يكون هذا الصعق في الدنيا قبل اﻵخرة كما حصل مع بعض طغاتنا اليوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :