حددت مديرية الأمن العام في المملكة العربية السعودية، مكافأة مالية لمن يبلّغ عن وافدٍ مخالف على أراضيها، في إطار حملة “وطن بلا مخالف” المستمرة منذ أسابيع.
وبدأت المملكة حملتها، الأربعاء 29 آذار الماضي، وتستهدف المخالفين الوافدين إلى أراضيها، أيًا كانت جنسياتهم، وتقضي بترحيلهم خارج المملكة.
وأمهلت وزارة الداخلية المخالفين 90 يومًا، لإنهاء إجراءات ترحيلهم، مقابل إعفائهم من العقوبات المترتبة عليهم، متمثلة بالغرامات المالية، كما تعهدت بألا تخضعهم لـ “بصمة مُرحّل”، مهددة بملاحقتهم قانونيًا في حال لم يسلموا أنفسهم.
مستشار مدير الأمن العام السعودي، اللواء جمعان الغامدي، قال إن المديرية رصدت مكافآت مالية تصل إلى 50 ألف ريال، لمن يُبلّغ عن مخالف لنظام الإقامة والعمل.
وجاء حديث مدير الأمن العام بحضور مدير شرطة وحضور واسع من مسؤولي منطقة الباحة، محذرًا من تشغيل أو التستر على العمالة المخالفة، مؤكدًا أنه “ستطبّق العقوبة بأقصى درجاتها ضده”، بحسب مواقع محلية سعودية.
ووفق الغامدي فإن الحملة “بدأت تؤتي ثمارها من خلال تصحيح أوضاع كثيرين في فترة وجيزة”، معتبرًا “العديد من المخالفين خطرين على الجميع، ويجب التخلص منهم بأسرع وقت ممكن”.
آخر الإحصائيات تقول إن أكثر من 32 ألف مخالف غادروا السعودية منذ انطلاق الحملة، من أصل حوالي 100 ألف مخالف ضبطتهم مديرية الأمن العام بالتعاون مع شركائها، حتى 11 أيار الجاري.
وتستهدف “وطن بلا مخالف” المتأخرين عن المغادرة، ممن دخل المملكة بموجب تأشيرة حج وعمرة أو زيارة أو عبور، إضافة إلى من عليه تبليغ “هروب”، قبل الإعلان عن الحملة في 19 آذار الفائت.
ومن بين المستهدفين، الوافدون المخالفون لدى المؤسسات والشركات “ضمن النطاق الأحمر”، والمتسللون إلى المملكة، إضافة إلى العمالة السائبة، ومن عليه مخالفة حج دون تصريح.
ويُمكن للمرحّل أن يعود إلى المملكة بالطرق النظامية، حتى بعد ترحيله، وفق وزارة الداخلية السعودية، التي تعمل مع 19 جهة حكومية ضمن الحملة.
وتحدثت عنب بلدي في وقت سابق إلى سوريين مقيمين في المملكة، وقال بعضهم إنه لا مصدر موثوق وأكيد بخصوص تضمين السوريين في القرار.
وأكد آخرون أن السوريين مهددون فعلًا بالترحيل، كما تحدثت مصادر متطابقة عن ترحيل بعضهم إلى السودان، وهي من البلدان القليلة التي لا تفرض تأشيرة دخول على السوريين.
وأوضحت المصادر أن “الترحيل يطال من دخل المملكة بموجب تأشيرتي حج وعمرة بشكل أكيد، بينما قد تتساهل الحكومة مع مخالفي الإقامة والزيارة، كما جرى خلال الحملات السابقة التي نفذتها السعودية”.
ويعيش على أرض المملكة أكثر من مليوني سوري، وفق إحصائيات رسمية، معظمهم مقيمون وآخرون لجؤوا إليها بصفة زوار خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وتعاقب وزارة الداخلية السعودية مخالفي الإقامة والمتسللين عبر الحدود إلى أراضيها، بالترحيل ودفع غرامة 15 ألف ريال، تتضاعف بتأخر تسليم الشخص نفسه، لتصل إلى 50 ألف ريال للمخالف و100 ألف للمتسلل، إضافة إلى السجن لستة أشهر.
وليست المرة الأولى التي تعلن فيها السعودية عن مكافآت لمن يتعاون في ضبط المخالفين، إذ أقرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، منح 10% من قيمة المخالفة، لكل من يبلّغ عن مخالفي سوق العمل من خلال تطبيق “معًا للرصد”، نهاية العام الماضي.
–