خورشيد محمد – الحراك السلمي السوري
اليوم خطرت لي آية { لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} (168 البقرة) واستوقفتني كثيرًا كلمة «خطوات» بصيغة الجمع.
عندما نتبنّى وجهة نظر معيّنة أو اتجاه معيّن أو موقف محدّد يكون من السّهل العودة خطوة واحدة إلى الوراء، هذه الخطوة تُشعرنا بالرّضا عن النّفس وبأنّنا حياديون في تقييمنا، وكثيرًا ما نتخذ هذا الشّعور مبرّرًا في إعادة الهجوم على الآخر وتدميره.
الأمر الصعب والاختبار الحقيقي هو الرجوع «خطوات» إلى الوراء وعدم الاكتفاء بخطوة واحدة، «خطوات» تعيدنا حتّى نقطة البداية ومن ثم تقييم الرأي المخالف. بهذه الخطوات نعيد تقييم كل المسلّمات التي اعتمدنا عليها في بناء رأينا والتي كثيرًا ما تكون خاطئة بحد ذاتها.
ماذا يحصل.. لو تخلّت عنا كلّ دول العالم؟ لو تخلّى عنا “حسن نصر الله” وحزبه بعد أن قدمنا لهم لحم أكتافنا؟ ثمّ تخلّت عنا بعض «شخصيات» المعارضة وباعتنا، وتأخّر البعض الآخر رغم حسن نيّته ولم تتسارع حركات الانشقاق كما نهوى، ماذا يحصل لو تكالبت علينا فرق الجيش والأجهزة الأمنية وأخلف أردوغان وعوده ووقفت الصين وروسيا وإسرائيل مع النظام ولم يستجب لنا الناتو ولا مجلس الأمم المتحدة؟ حتّى الجامعة العربية أعطت النظام الفرصة تلو الأخرى، لا أحد معنا.. لا أحد ماذا بقي؟ ماذا يحصل؟ الجواب من سورة الأحزاب:
{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} (10-11 الأحزاب)
{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا* لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } (22-24 الأحزاب)