تحدثت وزارة الخارجية الأمريكية عن عمليات قتل خارج القضاء، ينفذها النظام السوري يوميًا، بحق المعتقلين داخل سجن صيدنايا في دمشق.
ووفق ما نشرت الخارجية الأمريكية اليوم، الثلاثاء 16 أيار، فإن النظام منح الإذن بتنفيذ تلك العمليات، بحق الآلاف من المعتقلين في السجن، لافتةً إلى تعرضهم إلى الانتهاكات وعمليات الإعدام الجماعية.
القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكية، ستيوارت جونز، قال للصحفيين اليوم، إن النظام يحتجز في السجن ما يصل الى 70 معتقلًا في زنزانات سعتها خمسة أشخاص.
ونقل جونز عن مصادر متعددة، أن النظام “مسؤول عن قتل نحو 50 معتقلًا يوميًا في صيدنايا، لافتًا إلى أن “الكثير من الجثث تُرمي في مقابر جماعية، كما نعتقد أن النظام أقام محرقة للجثث ضمن مجمع السجن، يمكن من خلالها التخلص من رفات المعتقلين دون ترك أدلة”.
وكانت منظمة “العفو” الدولية وثقت في تقرير، صدر شباط الماضي، إعدامات جماعية بطرق مختلفة في صيدنايا، واصفة السجن بأنه “مسلخ بشري”.
وذكرت المنظمة أن الإعدامات جرت أسبوعيًا أو ربما مرتين في الأسبوع، مشيرةً إلى اقتياد مجموعات تضم أحيانًا 50 شخصًا، إلى خارج زنزاناتهم وشنقهم حتى الموت.
ووفق مصادر متطابقة تحدثت قبل أيام لعنب بلدي، فإن النظام أخلى المبنى الأبيض (المجاور للمرسيدس) في السجن، ونقل جميع من فيه إلى “المبنى الأحمر”.
كما نقل حوالي 1800 شخص محكومين بالإعدام إلى جهة مجهولة، وفق المصادر.
وتقول الخارجية إن صيدنايا ليس إلا واحدًا من عشرات مراكز الاعتقال، التي يحتجز فيها السجناء ويتعرضون للانتهاكات وأبرزها: سجن مطار المزة، وأفرع الأمن العسكري 215، 227، 235، 248، و291، وتتوزع في سوريا.
عدّل النظام مبنىً ضمن مجمع السجن، بغرض إقامة محرقة الجثث، منذ عام 2013، وفق الخارجية الأمريكية، التي نشرت صورًا تدل على تقاريرها، معتبرةً أنها “محاولة للتغطية على حجم عمليات القتل الجماعي التي تجري في صيدنايا”.
جونز أشار إلى أن الخارجية تملك صورًا وتقارير “رُفعت عنها السرية مؤخرًا، وتؤكد المدى الذي انحدرت إليه ممارسات النظام السوري بدعم مستمر من حليفتيه روسيا وإيران”.
وتستند معلومات الخارجية إلى تقارير منظمات غير حكومية دولية ومحلية وتقارير صحفية، إضافة إلى تقييمات أجهزة الاستخبارات.
وأكد جونز أن “الممارسات الوحشية المستمرة لنظام الأسد، بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيميائية، تشكل تهديدًا واضحًا للأمن والاستقرار الإقليميين والأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها”.
ويُكذّب النظام السوري التقارير التي تتحدث عن انتهاكات بحق المعتقلين، ويصفها بأنها “مفبركة”.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، قال أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة اﻷمريكية، مستعدة للعمل مع روسيا وإيران “لإيجاد حلٍ يقود إلى سوريا موحدة ومستقرة”.
واستدرك بدعوة كلٍ من موسكو وطهران “للاعتراف بالفظائع التي يرتكبها نظام الأسد، واستخدام نفوذهما لإيقافها”.
ويبقى ملف المعتقلين معضلة “كبرى” في الملف السوري، إذ لم تستطع أي جهة دولية حتى اليوم محاسبة المسؤولين عن التعذيب، رغم آلاف الانتهاكات التي توثقها منظمات حقوقية محلية ودولية.
–