جريدة عنب بلدي – العدد 17 – الأحد – 27-5-2012
ذو الأربع وثلاثين ربيعًا صاحب القلب الطيب، والوجه الباسم، والعقل النيّر… أبوه من حمص وأمه من درعا… الأخ الأكبر لنا، والنّاصح والمرشد للثوار… كان بائعًا للخضار قبل الثورة يعتاش من عمله المتواضع في السوق في بابا عمرو، وهو من أوائل الثائرين ضد الظلم والطغيان في سوريا، وأول عمل قام به الناشط علي عثمان في الثورة السورية كان كمتظاهر أمام نيران القناصة ودبابات النظام..! عمل مع أصدقائه في الثورة، خالد أبو صلاح وهادي العبد الله في مجال الإعلام والتصوير الميداني في مظاهرات حي بابا عمرو وغيرها من الأحياء الثائرة…
ومن أشهر وأقوى ما التقتطه كاميرته أول فيديو للقصف حيث علق فيه قائلا أين أنتم يا عرب… بابا عمرو تقصف!!
كانت حياته أثناء الثورة كلها خطر بخطر… وأشدها حين
إنه الشاب البطل علي محمود عثمان المعروف «بالجد»
شاء القدر أن يتم اعتقال الحر علي عثمان في حلب بتاريخ 28 آذار 2012 وبعد يومين نقل إلى دمشق، حيث تم في مابعد تحضيره ليظهر على قناة النظام المستبد المجرم، و قام البوق رفيق لطف بتمثيلية الاستجواب الغير شفاف للبطل الأسير علي عثمان تحت أقسى ظروف القهر والتخويف دون شك… فظهر في برنامج «خفايا بابا عمرو»
ولاننسى أن النظام الوحشي قام باعتقال أفراد عائلة الناشط علي عثمان، أخوته الثلاثة ووالده وخاله وغيرهم من المتواجدين في منطقة صحنايا بريف دمشق..
عرف الناشط علي عثمان بإخلاصه وصدقه ومحبته وأخلاقه الراقية… وكان ذلك واضحًا للجميع.. فعند اعتقاله قال المراقب أنور المالك «أقل ما يمكن تقديمه للناشط البطل علي عثمان الذي عايشته في بابا عمرو أيامًا لا أنساها ما حييت، فقد كان مثالًا للتضحية والإلتزام والتفاني من أجل إيصال الحقيقة للعالم عبر كاميرته، وأذكر أنه قال لي مرة: «يا أستاذ أنور لقد بعنا أنفسنا للحق وهو طريق نهايته الشهادة سواء بالإعتقال أو برصاص القناصة وفي النهاية دمنا هو ثمن الانتصار».
نسألُ الله أن يعيده لنا سالماً… وأن يحفظه من كل أذى
علي عثمان …. إنك بحق الأخ المضحّي… والأبُّ المخلص… والجدُّ الحنون.. حماك المولى….