د. أكرم خولاني
يعاني بعض الناس من آلام في كعب (عقب) إحدى القدمين أو كلتيهما، وحين يستشيرون الطبيب فإنه يشخص لديهم ما يسمى بالمهماز العقبي، أو ما يسمى أيضًا النتوء العظمي للكعب، أو الشوكة العظمية، أو المسمار العظمي للكعب، ولأن هذه المشكلة مزمنة فإنهم يراجعون أكثر من طبيب ويجربون أكثر من علاج وفي النهاية قد يضطرون للجراحة.
ما هو المهماز العقبي؟
هو عبارة عن نتوء عظمي بارز في النسيج العضلي اللين لكعب القدم، مما يؤدي لألم في الكعب و خاصة عند المشي على أرضية صلبة أو لبس حذاء ذي نعل قاس، ويؤدي هذا الألم لصعوبة في المشي خاصة صباحًا، ولا ينتج الألم عن المهماز نفسه بل عن الالتهاب والتخريش الذي يحدثه في الأنسجة الرخوة المحيطة به وخاصة اللفافة الأخمصية.
ما أسباب تشكل المهماز العقبي؟
يتكون النتوء العظمي نتيجة التهاب الأنسجة الرخوة المغطية للعقب (اللفافة الأخمصية)، ويحدث هذا الالتهاب نتيجة لزيادة الضغط الميكانيكي الحاصل على هذه اللفافة لأسباب عديدة منها زيادة الوزن، كما يمكن أن يتكون بشكل ثانوي كنتيجة لتعرض العقب لرضوض متكررة أو بعض الأمراض الجهازية كالداء الرثواني، مما يؤثر على مكان ارتكاز اللفافة الأخمصية على العقب ومن ثم تكوّن النتوء العظمي.
وبالتالي فإن نسبة التعرض لتكون المهماز العقبي تزداد عند ممارسة الجري والمشي السريع بالمقارنة مع المشي العادي، كما تزداد مع الوقوف الطويل والمتكرر.
كيف يتم التشخيص؟
عادة ما يكون هناك ألم عند الضغط على أسفل الكعب أثناء الفحص الطبي، ولا يعاني المصاب عادة من أي أعراض أو آلام أخرى في القدم، ولكن قد يحدث الألم في كعب القدم نتيجة الكسور المرضية أو بعض الأمراض كالداء الرثواني.
وبالتالي فقد لا يكون المهماز العقبي هو السبب، ولذلك يجب إجراء صورة شعاعية بسيطة لرؤية النتوء العظمي على شكل مهماز أسفل عظم العقب.
ما طرق علاج مشكلة المهماز العقبي؟
هناك بعض العلاجات المحافظة المفيدة، ولكن الشفاء بطيء، فبعض المرضى يستجيبون للعلاج خلال ثلاثة أشهر، وأكثر من 90% من المرضى يستجيبون للعلاج في غضون سنة، وتشمل هذه العلاجات:
- تخفيف الوزن واختيار الحذاء المناسب هو حجر الأساس في العلاج.
- الاستراحة وتجنب الحركة التي تفاقم الأعراض، كالتوقف بضعة أيام عن الجري والوقوف الطويل لإراحة القدم المتألمة، فالاستراحة لوحدها ممكن أن تنهي الألم والالتهاب.
- وضع واقيات للكعب داخل الحذاء “كعب سيلكون” لتقليل الضغط على أسفل الكعب، وتكون على شكل حدوة الحصان أو دائرة مفرغة الوسط، والهدف منها نقل وزن الجسم بعيدا عن منطقة الألم، وهي متوفرة في السوق على مقاسات مختلفة.
- استعمال مسكنات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، أو مرخيات العضلات، وتعتبر العلاج الأول الذي يصفه الأطباء لهذا النوع من الألم مع الاستراحة.
- استعمال كمادات من الماء البارد أو الثلج موضعيًا لتخفيف الألم الشديد بعد الهجمات الحادة، وذلك لمدة نصف ساعة مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.
- ويمكن استخدام مغطس الماء البارد والحار بالتعاقب، وهذا هو أفضل علاج على الإطلاق، بغمس القدمين ليلًا بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، ولمدة خمس دقائق كل مرة، وهذه الطريقة تعطي تأثير المساج للقدم بتفتيح الأوعية الدموية وغلقها.
- وضع جبائر ليلية (قوالب خاصة) تحافظ على العقب ممدودًا أثناء النوم لمنع قوس القدم من التشنج، وبالتالي عدم الشعور بالألم صباحًا.
- وإذا لم تنجح الإجراءات السابقة يتم العلاج بالصدم بالأمواج من خارج الجسم ESWT.
- فإذا لم يستجب المريض للعلاجات السابقة، نلجأ إلى حقن الكورتيزون موضعيًا، والذي يعمل على تقليل الحالة الالتهابية في اللفافة الأخمصية، ومن ثم تقليل الألم، ولكنه قد يسبب مشاكل مهمة حول منطقة العقب، وأهم مشكلتين هما ضمور الوسادة الشحمية وتمزق اللفافة، وعادة ما يكرر الحقن أكثر من مرة قبل أن يتم الانتقال إلى العلاج الجراحي.
بعض الحالات القليلة من المرضى لا يتحسنون رغم تطبيق العلاجات المحافظة لذلك يحولون إلى الجراحة (لا يتخذ القرار بالجراحة حتى يطبق العلاج المحافظ لمدة عام كامل)، لمنع حدوث الاختلاطات، وأحد الخيارات الجراحية هو تحرير اللفافة الأخمصية فيتم فصل الأربطة الملتهبة عن موضع النتوء ولا تتم إزالته.
كيف يمكن الوقاية من تشكّل المهماز العقبي؟
- تخفيف الوزن إن كان يزيد عن الحد الطبيعي، والمحافظة على وزن مثالي.
- لبس أحذية ملائمة لشكل القدم وانحناءاتها.
- لبس الأحذية اللينة والمريحة.
- تجنب لبس الحذاء ذي الكعب العالي أو المشي به لمسافات طويلة.
- الإقلال من الأنشطة الرياضية التي يعتقد أنها تزيد من فرصة حدوث المشكلة أو تفاقمها عند بدايتها.
- تجنب لبس الحذاء الجديد لفترة طويلة، خاصة في المرة الأولى، بل يجب التدرج به كي تعتاد القدم عليه.