محمد صافي – حماة
بعد إعلان الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من قبل جبهة ثوار سوريا والجبهة الإسلامية وكتائب الجيش الحر في الشمال السوري، عادت قوات الثوار للتقدم على أكثر من محور في ريف حماة.
أما فيما يخص المعارك ضد «الدولة الإسلامية» فقد قامت قوة كبيرة من الكتائب المتواجدة في الريف الحموي الشمالي بمحاصرة مقرات الدولة في مدينة كفرزيتا يوم الأحد 5 كانون الثاني، وعرضت على عناصرها تسليم أسلحتهم ومقراتهم فكان الجواب بالرفض، لتتدخل جبهة النصرة كطرف حيادي في المشكلة عمدت إلى التهدئة بين الطرفين وحلت موضع الصلح بينهما.
وبعد أن تعهد الطرفان بعدم التعرض للآخر أثناء المباحثات، مع بقاء الحصار مؤقتًا من قبل عناصر الجيش الحر، تسلل عدد من عناصر «الدولة» ليلًا إلى المقر وقاموا باعتقال عشرة عناصر من الجيش الحر وتصفيتهم على الفور، بعد وصفهم بالمرتدين.
وردًا على ذلك هاجمت كتائب الجيش الحر في اليوم التالي مقرات «الدولة» واشتبكت مع عناصرها، وقتلت منهم واعتقلت آخرين. وبإخلاء كفرزيتا من عناصر «الدولة» أصبح الريف الشمالي لحماة خال من عناصر داعش بالكامل.
بالانتقال إلى الريف الشرقي لحماة، فقد قامت كتائب الثوار في المنطقة بمحاصرة مقر الدولة في قصر «ابن وردان» وقام عناصر المقر بتسليم المقر وكامل الأسلحة، لتغدوا بذلك محافظة حماة خالية من عناصر «الدولة الإسلامية» يوم الثلاثاء 9 كانون الثاني.
وفي منتصف الأسبوع الماضي شهدت جبهات حماة تحركًا، بعد هدوء استمر لشهر ونصف اقتصرت العمليات خلالها على الخطف ومداهمة المقرات ومستودعات الجيش الحر إما من قبل لصوص أو عناصر «الدولة».
وكانت ضربة البداية بتحرير حاجز العبود الواقع في مدينة مورك في الريف الشمالي لحماة يوم الأربعاء 15 كانون الثاني، واغتنام دبابة من طراز T72 منه على أيدي جبهة النصرة، كما حاصر لواء الفاتحين قرية الجلمة الاستراتيجية التي باتت معسكرًا لقوات الأسد، تسيطر من خلالها على اوتوستراد سقيلبية-محردة والريف الغربي بأكمله، وقاموا بالسيطرة على مبنى المغسلة في حواجز الجلمة، لكن المقاتلين لم يستطيعوا التقدم أكثر نظرًا لقدوم مؤازرة لقوات الأسد إلى المنطقة، إضافة للقصف العنيف على محيط الحاجز مما اضطرهم للانسحاب.
كما يحاصر الثوار حاجز تل الناصرية في الريف الشمالي الغربي ويقطعون طرق الأمداد عن الحاجز، حيث دمروا سيارتين من رتل مؤلف من 6 مركبات قدم لفك الحصار عن الحاجز. من جهته قام لواء أهل البيت التابع لجيش الإسلام بصد الرتل القادم لتعزيز حواجز «تل ملح» حيث قصف المنطقة بقذائف الهاون 120 ما أجبر الرتل على التراجع وأوقع فيه خسائر بشرية.
أبو فيصل، الإداري في لواء أهل البيت في جيش الإسلام، تحدث لعنب بلدي عن تحركات اللواء في هذه الفترة، «أرسلنا مجموعة كبيرة من المقاتلين إلى جبهة مستودعات خان طومان التي انسحبت منها الدولة الإسلامية لتعويض النقص في الجبهة، ونستعد الآن لعمليات نوعية في الريف الحموي في الأيام القريبة».
وفي بداية العام الجديد وبغية «ترتيب الصفوف والتجهيز للعودة بقوة للجبهات» أعلن لواء أبو العلمين في ريف حماة الشمالي عن بدء معسكر له يوم 16 كانون الثاني، وأوضح قائد لواء العلمين سامي الرحمون لعنب بلدي أن «الهدف من الدورة تدريب المقاتلين المنضمين حديثًا ولكسب الخبرة للمقاتلين الحاليين»، واعتبر الدورة «أشبه بدورة الأغرار في الجيش» كما تتضمن «دورة شرعية لتوعية وإرشاد المقاتلين».
ومع اقتراب موعد «جنيف-2» يصر ثوار حماه على مواصلة القتال والتقدم لتحرير مواقع جديدة، إذ لا يرون في المؤتمر «سوى مراوغات للضحك على الشعب السوري».