أحمد الشامي
في الثاني والعشرين من هذا الشهر يعقد مؤتمر «جنيف» الثاني في مدينة «مونترو».. لأن فنادق جنيف مشغولة بمؤتمر حول.. الساعات. في هذه المفارقة تتلخص مأساة السوريين ومن ورائهم «أمة المليار».
المؤتمر ستحضره أكثر من ثلاثين دولة ليس بينها صديق حقيقي للسوريين وليس فيها من يريد فعلاً الخير لهم.
اﻷمريكيون لديهم القدرة على إسقاط النظام ولكنهم لا يرون أي مصلحة لهم في ذلك ويهمهم استمرار المجزرة. «بوتين» أيضًا مسرور برؤية «الشيشان» يتقاطرون ٳلى الشام بدل «موسكو»..
ماذا عن غير المدعوين؟
إسرائيل لديها القدرة على إسقاط أجيرها في «دمشق» لكنها تفضل المحافظة عليه اعترافًا بفضله ووفاء لخدماته. أما إيران، فعدم دعوتها يدخل في سياق المفاوضات بين «الولي الفقيه» و «اوباما» خارج اﻹطار السوري. دعوة «إيران» ستمثل اعترافًا بانتدابها على سوريا وتكريسًا لموقعها في شرق المتوسط. «اوباما» يحتفظ بهذه الورقة لمناسبات أكثر أهمية من المجزرة السورية.
هذا المؤتمر العتيد سوف يعقد وسيكون مصيره الفشل ﻷن أيًا من اللاعبين المؤثرين لا يريد له النجاح، لماذا سينعقد إذًا؟
«اوباما» سوف يواجه انتخابات الكونغرس النصفية وهو يريد أن يجد «ما يعلكه» إن سأله الناخب اﻷمريكي عن مصير «القوة اﻷعظم اﻷخلاقية» التي تتعامى عن مجزرة تستطيع وقفها بمجرد إرسال فرقاطة! وبما أن الرئيس اﻷسمر لا يريد أن يعترف علنًا بلاأخلاقيته وبعنصريته، فهو سوف يقول حرفيًا «نحن أرسلنا مساعدات للسوريين وعقدنا مؤتمرًا للسلام، لكن السوريين لا يريدون ذلك…».
في موضوع «اﻹرهاب» لن يكون اﻷمر بهذه السهولة.
المواجهة بين الثوار السوريين و «داعش» تعد بأن تكون النقطة اﻷكثر إحراجًا «لأوباما» الذي سيجد نفسه، وهو يدافع ضمنًا عن نظام اﻷسد، في ذات الصف مع «داعش» حليف اﻷسد… «بوتين» سيجد نفسه مضطرًا للاعتراف بأن الثوار السوريين ليسوا جهاديين ولا تكفيريين.
المواجهة مع «داعش» خلطت اﻷوراق، وهزيمة الثوار، لاسمح الله، سوف تعني دينامية جديدة «لداعش» وأمثالها وكابوسًا للجميع باستثناء اﻷسد.
هل يقوم الائتلاف باستثمار تضحيات الشهداء ويطلب العون العسكري، «من أجل مواجهة داعش…» فيسحب بذلك ورقة «مكافحة اﻹرهاب» القوية من يد اﻷسد ويحرج كل هؤلاء المنافقين؟