ما لا تعرفه عن الحياة الشخصية لصحفيات الداخل السوري

  • 2017/05/10
  • 6:27 م

“أخت رجال” هو الوصف الذي يرتبط بالفتيات والنساء اللاتي يعملن في التغطية الصحفية داخل الأراضي السورية المحررة.

ورغم أنّ هذه الصفة قد لا تأتي في إطار التقليل من إمكانيات المرأة، بقدر ما تتعلق بصعوبة العمل الصحفي في ظل الأوضاع الأمنية والاجتماعية في الداخل السوري، إلّا أنّها تغفل جوانب كثيرة من حياة الصحفية السورية على الصعيد الشخصي.

فالصحفية السورية في الأراضي المحررة، لا تخاطر بحياتها فحسب، بل تمارس مهنتها في كثير من الأحيان على حساب حياتها الشخصية، وتتخلى غالبًا عن “امتيازات” تحظى بها الصحفيات حول العالم.

“غير مرغوب بها” للخطبة

تعاني أغلب الصحفيات السوريات في الأراضي المحررة، واللواتي لم يتزوجن بعد، من نظرة سلبية لعملهن، تقلل من فرصهنّ في الزواج، وتجعلهنّ في مواجهة أخرى مع الأهل، الذين يتحوّلون إلى عامل ضغط على بناتهنّ لترك العمل الصحفي.

الصحفية الشابة ميرنا الحسن، والتي تعمل في محافظة إدلب تشير إلى أنّ بعض الشباب، وإن كانوا يحترمون الصحفية وعملها، إلا أنهم لا يفضلون الزواج من صحفية.

ويرتبط الأمر بمجتمع “محافظ” ينتقد أي عمل يفرض على الفتاة “الاختلاط مع الرجال”، إذ تشير ميرنا إلى أنّ العمل الصحفي بالتحديد، ليس من ضمن الأعمال المتقبلة من الجميع للمرأة، وذلك لأنه يتطلب منها الخروج المتكرر من المنزل.

أما جودي عرش، وهي مراسلة عنب بلدي في حيّ الوعر الحمصي، فتلقت قبل أن ترتبط بزميل لها في العمل، عروض زواج عدّة، خُيّرت فيها بين العريس وعملها، إلا أنها كانت تصر على التمسك بالعمل.

وتضيف جودي “اليوم أنا مخطوبة لزميلي في العمل، وهو الأمر الذي دفعني للقبول بهذا الزواج لأنه كان يحترم عملي ويشجعني عليه، كما أنه يشاركني كل لحظاتي فيه”.

المكان يحدد نمط اللباس

تغطي أغلب الصحفيات في الأراضي السورية المحررة أخبار وأحداث مناطقهن، وعلى هذا الأساس تكون أشكال هذه التغطية غير متعارضة مع أفكار المجتمع، لارتباط الصحفية بشكل أساسي ببيئتها الاجتماعية.

إلّا أنّ ذلك لا يعني عدم اضطرار الصحفية لتقديم بعض “التنازلات” التي يمكن أن تندرج في إطار “التكيف”، كارتداء ملابس معيّنة في بعض الأماكن.

وفي حين يندر وجود صحفية غير محجبة في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، غير أنّ الصحفيات كثيرًا ما يضطررن مرات للبس النقاب مراعاةً للمكان الذي يوجدن فيه.

وتؤكّد سونيا العلي، وهي صحفية تعمل في إدلب، وتنشر تقارير صحفية في أكثر من وسيلة إعلامية، أنها تضع النقاب فقط عندما تحتاج لإجراء مقابلات صحفية مع مقاتلين في الفصائل.

الاهتمام بالمظهر الخارجي ليس ضروريًا

غالبًا ما تقتصر تغطية الصحفيات السوريات في الأراضي المحررة على التقارير المكتوبة، وتمتنع أغلبهن عن الظهور أمام الكاميرات لاعتبارات متنوعة، أمنية واجتماعيّة، وذلك ما يجعلهنّ معفيّات من شراء ملابس معينة للظهور الإعلامي.

وترى جودي عرش أنّ ارتباط أغلب التغطيات الصحفية بالقصف وهموم الناس تجعل الاهتمام بالمظهر أمرًا ثانويًا بالنسبة للصحفية.

وتضيف “علينا ألا ننظر إلى الأمور الشخصية كالملابس وخصوصًا في التغطيات العاجلة أو تغطيات المجازر والقصف، فهنا لا يمكننا التفكير بالأشياء التي اعتدنا أن نفعلها دومًا بل يكون الحزن طاغيًا وباديًا على هيئتك حتى دون أن تشعر”.

أما ميرنا الحسن، فتشير إلى أنّ اهتمامها بمظهرها الخارجي هو جزء من حياتها اليومية، وأمر متعلّق بشخصيتها وليس بالعمل الصحفي فحسب، على أنّ ذلك لا يعني تخصيص ملابس معينة للعمل الصحفي.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع