عنب بلدي – العدد 100 – الاثنين 20/1/2014
عقد في الكويت يوم الأربعاء 15 كانون الثاني الجاري المؤتمر الثاني للمانحين، لدعم الوضع الإنساني في سوريا، بمشاركة 70 دولة عربية وأجنبية، وبحضور 24 منظمة محلية وإقليمية ودولية، وذلك بهدف جمع مبلغ 6.5 مليار دولار لإغاثة اللاجئين السوريين داخليًا وخارجيًا.
وقد تعهدت الدولة المستضيفة (الكويت) بتقديم نصف مليار دولار، وهو ما يزيد عن إجمالي ما قدمته الكويت منذ بدء الثورة والذي بلغ حوالي 430 مليون دولار. بينما صرحت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها، جون كيري، بتقديم مبلغ 380 مليون دولار لتضاف إلى المساعدات الأمريكية السابقة، ليبلغ بذلك إجمالي الدعم الإنساني المقدم للشعب السوري 1.7 مليار دولار، إذ تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر حجم مساعدات إنسانية تقدم للشعب السوري.
أما بريطانيا التي تعتبر من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للشعب السوري بين دول الاتحاد الأوروبي، فقد تعهدت بالتبرع بمبلغ 165 مليون دولار. بينما تعهدت دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة برفع قيمة مساعداتها الإنسانية بمبلغ 22 مليون دولار.
أما بالنسبة للدول العربية، فقد تعهدت كل من السعودية والإمارات وقطر بتقديم كل دولة مبلغ 60 مليون دولار، بينما جاءت مساهمة اليابان بمقدار مضاعف لمساهمات الدول العربية، إذ تعهدت بمساعدة اللاجئين بمبلغ 120 مليون دولار.
وكان للمنظمات الأهلية غير الحكومية حضورها البارز في المؤتمر، حيث بلغت قيمة تبرعاتها 400 مليون دولار، وكان النصيب الأكبر من التبرعات يعود إلى الجمعيات الخيرية في الكويت، حيث بلغت مساهمتها نسبة 35.5% من إجمالي المبلغ، أي ما يعادل 142 مليون دولار.
وألقى الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون كلمة خلال المؤتمر أشار فيها إلى حجم المأساة الإنسانية في سوريا، وأن أكثر من 3 مليون شخص نزحوا خارجها إلى الدول المجاورة، حيث شكل ذلك ضغطًا كبيرًا على تلك الدول، وأضاف أن نصف الشعب السوري أصبح بحاجة ماسة إلى المعونات والمساعدات الغذائية والإنسانية العاجلة. بينما ذكرت منسقة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أن عدد المحاصرين داخل سوريا والمحرومين من دخول الطعام والشراب لهم يبلغ 245 ألف شخص ويعانون من نقص في الغذاء، وأضافت أن «الحصار بات سلاحًا حربيًا مع وجود آلاف محتجزين في قراهم وسط نقص في الإمدادات والخدمات الأساسية»
يذكر أن الدول التي حضرت المؤتمر الأول للمانحين، المنعقد في الكويت في العام الماضي 2012، تعهدت بتقديم مبلغ 1.5 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري، ولكن لم يتم تحصيل سوى 70% من قيمة هذا المبلغ.
وهنا يبقى السؤال المطروح، هل ستفي هذه الدول بوعودها بتقديم المبالغ التي تعهدت بها، أم أنها ستبقى وعودًا كما هو حال المؤتمر الأول للمانحين؟ كما يبرز السؤال المهم حول من سيتولى عملية إيصال المساعدات للشعب السوري في الداخل؟ وما هي الآليات والخطط المطروحة مع وجود الكثير من مناطق ريف دمشق وحمص المحاصرة التي يمنع النظام السوري من دخول أي نوع من أشكال المساعدات الإنسانية إليها؟