سببان قد يدفعان تركيا إلى التدخل بريًا في إدلب
علمت عنب بلدي من مصدر مطّلع أن تركيا قد تفكّر بالدخول إلى محافظة إدلب، لمواجهة تقدم محتمل لقوات الأسد و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أو في إطار مناطق “تخفيف التوتر”.
وتحدث ناشطون قبل أيام عن حشود تركية تنوي الدخول إلى إدلب، لكن قياديًا في “الجيش الحر”، بريف إدلب الشمالي، نفى السبت الماضي، تدخلًا بريًا تركيًا، في حديثٍ إلى عنب بلدي.
لصد هجمات “قسد” والنظام
ووفق المعلومات التي حصلت عليها عنب بلدي فإن تركيا قد تدخل من منطقتين: إما عن طرق أطمة وصولًا إلى بلدة دارة عزة وجبل بركات، غرب حلب، أو عن طريق سلقين وحارم.
دخول تركيا إلى دارة عزة، سيكون في حال هجوم تشنه قوات “سوريا الديمقراطية” باتجاه إدلب، وفق المصدر، الذي تحدث عن سبعة محاور هجوم يتحضر لها النظام و”سوريا الديمقراطية”.
ونقل المصدر معلومات “استخباراتية” تُفيد بتحضير قوات الأسد و”قسد”، لعملية متزامنة (النظام من أربعة محاور وقسد من ثلاثة)، تمتد من منطقة عفرين على الحدود التركية وحتى بلدة خان طومان جنوب غرب حلب.
وتوقّع أن تضع تركيا قاعدة لصد هجوم “قسد” في جبل بركات.
وكانت عنب بلدي ترجمت عن تقرير، نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، السبت 6 أيار الجاري، وقالت فيه رئيسة المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي الكردي، هدية يوسف، إن الانتهاء من معارك الرقة، “سيُتبع بتحرك نحو إدلب”.
يوسف أشارت إلى أنه “بمجرد تحريرنا لشمال شرق سوريا من الإرهابيين، سنتوجه إلى إدلب لتطهيرها من جبهة النصرة المدرجة على قوائم الإرهاب”.
وفي حديثٍ للقائد العام لـ”حركة أحرار الشام”، علي العمر (أبو عمار)، إلى وكالة “الأناضول” التركية، أكّد أن الروس والنظام يلوّحون باستخدام “PYD” والميليشيات الطائفية والعراقية والإيرانية في الهجوم.
ورأى العمر أن الخطوة “تأتي في ظل سعي الروس، لاستخدام (قسد) كورقة للضغط ضد منافسيهم”، معتبرًا أن “توسعة نفوذ هذه الميلشيات، يهدف للسيطرة على الحدود مع تركيا”.
هدف “قسد” هو الوصول إلى الساحل ليكون لها معبر بحري، وهذا ما جاء على لسان يوسف، ولفتت إلى أن “مشروع الفيدرالية المستقل، الذي توسع من منطقة كردستان روجافا إلى الأراضي العربية، سيشمل الوصول إلى البحر المتوسط ضمن المشروع، وهذا حق قانوني لنا”.
في إطار “تخفيف التوتر”
الحالة الثانية التي قد تستوجب تدخلًا تركيًا تأتي في إطار مناطق “تخفيف التوتر”، الموقعة في العاصمة الكازاخية أستانة قبل أيام.
وتوقع المصدر دخول قوات برية في ظل حشود تحدث عنها ناشطون قرب حارم وسلقين، نفاها والي مقاطعة “هاتاي” التركية، ووصفها بـ “الإشاعات”.
كما تحدث عن تخوّفٍ من الصدام مع “هيئة تحرير الشام”، التي ترفض “بشكل قاطع” دخول تركيا، على حد وصفه، مؤكدًا أن الدخول التركي في هذه الحالة “لم يُحسم بعد”.
وتحاول روسيا الدفع بشرطتها العسكرية إلى مناطق تخفيف التوتر، لكنّ ذلك ليس محلّ توافق مع الدول التي حضرت محادثات أستانة، والتي تريد إرسال قوات دولية مشتركة تحت غطاء الأمم المتحدة.
وتصنّف أنقرة قوات “سوريا الديمقراطية” بأنها “إرهابية”، وتعتبر أنها امتدادٌ لحزب “العمال الكردستاني” المحظور على أراضيها.
وينسحب التوصيف على جبهة “فتح الشام” المنضوية في “تحرير الشام”، والتي تعمل أنقرة على حظر نشاطها على أراضيها واعتقلت في وقت سابق سوريين بتهمة الانتماء للجبهة.
إلى اليوم، ماتزال التكهنات بدخولٍ تركي إلى إدلب، تندرج في إطار التحليلات، خاصةً مع التعقيد الذي تشهده المحافظة، لكن الفصائل المدعومة من أنقرة تراها فرصة لتخفيف استهداف المنطقة، على غرار شمال حلب.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :