سوريون يواجهون الأفاعي في صحراء الحدود المغربية الجزائرية (صور)
يعيش عشرات السوريين أوضاعًا إنسانية متردية، بعد حوالي 22 يومًا من وصولهم إلى منطقة “ولاية بشار”، المفتوحة على الحدود المغربية الجزائرية.
أحد السوريين العالقين في المنطقة (رفض كشف اسمه)، وصف في حديثٍ إلى عنب بلدي الأوضاع بـ”الصعبة”، مشيرًا إلى أن الأطفال أكثر المتضررين من البقاء دون حل لقضيتهم.
يفترش 57 لاجئًا سوريًا الأرض في خيام مهترئة، دون أي جهد حكومي لاستيعابهم، وسط غياب للدعم الطبي والإغاثي، ورفض استقبالهم من كلا الجانبين.
وأكد اللاجئ أنهم يحصلون على الطعام “بالقطارة”، موضحًا أن الجزائر والمغرب لم يُقدّما أي مساعدة رسمية لهم، “نعتمد على بعض المتطوعين من بعض قرى الجزائر وقلة من المغرب، الذين يزودوننا بالطعام ليلًا خفية، ثم نوزعه صباح اليوم التالي على الموجودين هنا”.
تعرّض بعض الأطفال لضربة شمس، فهم يعيشون في خيام متواضعة، وأكد السوري أن طفلة تعرضت لحالة قرص من قبل أفعى تنتشر بكثرة هناك، متخوفًا على مصيرهم “المجهول”.
وتواصل كثير من السوريين مع المنظمات الحقوقية، “إلا أنها لم تقدم يد العون على الإطلاق”، وفق اللاجئ.
ووفق إحصائية حصلت عليها عنب بلدي لأعداد العالقين، بلغ عدد العوائل ثمانية، بينهم 18 طفلًا ورضيعة، وعشر نساء اثنتان منهن حاملتان، إضافة إلى أزواجهن وبعض الرجال الذين وصلوا دون أي أحد من عائلاتهم.
بدأت القصة في 15 نيسان الماضي، مع دخول 41 شخصًا، بينهم أطفال رضع ونساء حوامل ومسنون، منطقة “فيكيك” (فجيج) المغربية، عبر الحدود مع الجزائر، ثم تبعهم آخرون وعلقوا في المنطقة ذاتها.
وعبّرت السلطات المغربية عن “استغرابها”، لعدم مراعاة الجزائر أوضاع المهاجرين، ودفعهم قسرًا نحو التراب المغربي، “وذلك في تصرفات منافية لقواعد حسن الجوار التي ما فتئت تدعو إليها المملكة المغربية”.
إلا أن الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية، المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، قال أمس إن المغرب لديه “قانون هجرة صارم، ولا يستطيع استقبال عشرات المهاجرين السوريين العالقين في المنطقة الحدودية مع الجزائر”.
وأشار إلى أن “المهاجرين موجودون على الجانب الجزائري للحدود، بعد طردهم عمدًا من قبل السلطات الجزائرية”.
إلا أن سوريين عالقين هناك، قالوا إنهم غادروا الجزائر بمحض إرادتهم، مشيرين إلى أن ما يعانونه “يأتي في إطار سياسة التطفيش من قبل الجزائر”، وفق رؤيتهم.
تمتد الحدود بين المغرب والجزائر بطول 1500 كيلومتر، من البحر المتوسط شمالًا إلى الصحراء الكبرى جنوبًا، وأغلقت منذ عام 1994 بشكل نهائي، على خلفية دعم الجزائر لجبهة “البوليساريو”، في الصحراء الغربية، التي تعتبرها الرباط جزءًا من أراضيها.
وانتقدت منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش”، حكومتي المغرب والجزائر، الجمعة الماضي، داعيةً “على سلطات الدولتين التدخل لتشارك المسؤولية والنظر في طلبات الحماية، اعتمادًا على رغبات طالبي اللجوء السوريين، وضمان إتاحة الخدمات الضرورية لطالبي اللجوء جميعًا، لا سيما الحوامل والمرضعات”.
يؤكد من تحدثت عنب بلدي إليهم في المنطقة، أن درجات الحرارة تتفاوت بشكل كبير بين النهار والليل، بحكم أن المنطقة صحراوية، متخوفين من تأزم أوضاع الأطفال، في ظل غياب أي اهتمام من أي جهة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :