قصف بالبراميـل المتفجرة على مدينة داريا واشـتـبـاكات عنيفة
عنب بلدي – العدد 99 – الأحد 12/1/2014
اجتماعات مدنية وعسكرية داخل المدينة لدراسة الهدنة
عنب بلدي – داريا
شهدت مدينة داريا الأسبوع الماضي قصفًا عنيفًا بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، فيما بدأ الجيش الحر عمليات فك الحصار عن المدينة على الجبهتين الشرقية والجنوبية، بالتزامن مع اجتماعات قيادات مدنية وعسكرية داخل المدينة من أجل دراسة الموقف الهدنة المطروحة بين الحر والنظام.
وبحسب مراسل عنب بلدي فقد شهدت المدينة قصفًا غير مسبوق بالبراميل المتفجرة بمعدل 7براميل يوميًا، الأمر الذي أدى إلى دمار هائل في الأحياء السكنية وإصابة عدد من المدنيين. ونشرت مقاطع على اليوتيوب تظهر فيها حجم الدمار الذي خلفه القصف بالبراميل المتفجرة على الأبنية السكنية.
كما شهدت المدينة قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة مصدره مطار المزة العسكرية والدبابات المتمركزة على اتوستراد دمشق-درعا وعلى طريق جديدة-صحنايا، ومن ثكنات الفرقة الرابعة المتمركزة على جبال المعضمية والفوج 100 والفوج 153، واستهدف القصف الأحياء السكنية وسط وشرق المدينة بالإضافة إلى الجبهات القتالية.
في حين دارت اشتباكات عنيفة على عدة محاور في الجبهة الشرقية والجنوبية للمدينة، ترافقت مع قصف عنيف استهدف تلك الجبهة، أصر فيها مقاتلو الجيش الحر على الصمود والقتال حتى فك الحصار المفروض على المدينة. وينقل أحد مقاتلي الجيش الحر على جبهة الاشتباك أن حالة من الذعر أصابت مقاتلي النظام حيث فر بعضهم من المعركة باتجاه أتستراد درعا ومدينة صحنايا.
وسقط خلال الأسبوع الماضي عدة شهداء، وثِقت أسماء خمسة منهم، وهم علي أبو حسن، ومدين أبو حسام وعبده أبو أحمد ومحمد أبو أنس، وجمال نور الدين أبو نهاد الذي استشهد جراء القصف على منطقة خان الشيح، وأفاد المراسل بسقوط عدة جرحى (لم يصرح بعددهم) من المدنيين والمقاتلين حالات بعضهم خطيرة. كما أصيبت سيدتان اليوم الأحد 12 كانون الثاني نتيجة سقوط برميل على المنزل الذي تعيشان فيه، ما أدى إلى بتر يد أحداهما وكسر في ساقها وأصيبت الأخرى بكسر في الفخذ.
من جانب آخر عقد مساء الأحد الماضي 5 كانون الثاني، اجتماع ضم ممثلين عن المجلس المحلي لمدينة داريا وممثلين عن لواء شهداء الإسلام ولواء سعد بن أبي وقاص ولواء المقداد بن عمرو، وتم فيه الموافقة على استقبال لجنة الهدنة للاستماع إلى ما لديها بشكل مباشر، والاتفاق على حصر التواصل مع اللجنة قبل دخولها إلى داريا عبر رئيس المجلس المحلي فقط.
وتضم لجنة المفاوضات عددًا من وجهاء ومشايخ المدينة، ومن المقرر أن يتم دخولها وحمايتها من قبل الجيش الحر، وكان من المفترض أن تدخل إلى داريا الأسبوع الماضي ولكنها لم تدخل لأسباب غير معروفة.
وتباينت ردود أفعال المحاصرين داخل المدينة حول الهدنة، منهم من رفضها رفضًا قاطعًا، واعتبرها خيانة لدماء الشهداء وللمعتقلين ونقض العهد بحماية المدينة والدفاع عنها حتى النصر.
وآخرون كانوا من المؤيدين لعقد هدنة لإدخال الغذاء إلى المدينة، والحفاظ على أرواح المهددين بالموت جوعًا.
ويقول أحد أعضاء المجلس المحلي، «إن كل من في المدينة اختار الصمود ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، ولكن المعركة تفرض علينا خيارات صعبة جدًا».
فيما ذكر أحد مقاتلي الجيش الحر، أن القبول والرفض للهدنة في الغالب يتعلق بمن يستطيع أن يأمن قوت يومه، «وترى معظم الشباب ممن أنهكهم الجوع موافقون على الهدنة وينتظرونها بفارغ الصبر، بينما آخرون يأمنون قوت يومهم يرفضونها».
وذكر أمين سر المجلس المحلي للمدينة، أنه إلى الآن لم تعرض أي شروط هدنة من قبل النظام وإنما الشروط التي سبق طرحها هي شروط استسلام وتسليم للمدينة، وتسوية أوضاع المسلحين داخلها.
يذكر أن المدينة دخلت شهرها الرابع عشر في حصار خانق، ونقص شديد في كل مقومات الحياة، ويعيش فيها ما يقارب 6 آلاف مدني محاصر ظروفًا صعبًة مع شح في المواد الغذائية والطبية، فضلًا عن الوضع الحرج للمصابين جراء ارتفاع وتيرة القصف على المدينة، والصعوبات التي تفرضها الحالة الجوية السيئة التي تمر بها المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :