“نسمات سورية”.. جريدة ناشئة في الغوطة الشرقية

  • 2017/05/07
  • 1:36 ص

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

تدعو متابعة جريدة “نسمات سورية” الناشئة في الغوطة الشرقية، “للتفاؤل وعلو الهمة”، يقول الناشط الإعلامي أسامة المصري، ويرى صدور العدد الأول منها، مؤشرًا لعودة القراءة وتزايد المتابعين رغم الحصار.

صدر العدد الأول من جريدة “نسمات سورية” نصف الشهرية، في نيسان الماضي، بجهود خريجين من كلية الصحافة في جامعة دمشق، وطلاب قسم الإعلام التابع لأكاديمية “مسار”، ولاقت الخطوة ترحيبًا واسعًا من المهتمين.

 

أكاديمية “مسار”، تعنى بتثقيف الشباب السوري، ويرفدها مركز “مسار” الذي تأسس في عام 2015، ويهدف بحسب إدارته، إلى إعداد دراسات وتقارير بحثية تعنى بالشأن المحلي في الغوطة الشرقية.

نقلة الإعلام خلال أربع سنوات

يتحدث المصري عن الإعلام في الغوطة عام 2013، موضحًا أنه لم يكن إلا بعض الأشخاص، وهو منهم، يكتبون في صحف الإعلام البديل، “لم يكن الناشطون يعطون الكتابة والقراءة وقتًا واهتمامًا، فكان نشاطهم مركزًا على التصوير والتصميم والإنتاج والتقارير المرئية فقط”.

وزاد عدد المهتمين بالكتابة الصحفية “أضعافًا”، وفق الناشط، لما لاحظه من اهتمامٍ ورغبة في الإلمام بصياغة الخبر الصحيحة، بما يتماشى مع الصحف والقنوات المحترفة والعالمية، على حد وصفه.

الناطق باسم الدفاع المدني في ريف دمشق، محمود آدم، من متابعي الجريدة، ويقول “لفتتني البادرة من بعض الأكاديميين في الغوطة، باعتبار أن معظم الناشطين وخريجي الإعلام، يقدمون منتجاتهم للصحف خارج سوريا أو خارج الغوطة على الأقل”.

لاحظ محمود “احترافية” في العدد الأول، وفق تعبيره، متمثلة بالانتقاء “الجيد” للأخبار، “هادفة تتكلم عن أوجاع المواطن خلال الحصار، وهذا شجعني لأنتظر صدور العدد الثاني”.

من وجهة نظر الشاب الثلاثيني، فإن الغوطة بأمس الحاجة لمثل هذه المبادرات، “التي تسهم في عرض مهارات الموهوبين داخل الغوطة”، مشيرًا “لدينا مرجعية وأكاديميون يستطيعون المساعدة في تطوير العمل الإعلامي، ما يفتح بابًا ينقل الإعلامي الموهوب إلى الاحترافية”.

لم يصدر في الغوطة الشرقية، كجريدة مطبوعة، سوى “الخبر” اليومية، التي طرحت العدد صفر بتاريخ 28 أيار 2013، وتوقفت بعد آخر عدد صدر في 27 نيسان من العام الماضي، وفق المشرف عليها ومدير شبكة مراسلي ريف دمشق، عبد السلام الدمشقي.

نصف شهرية تستهدف “السوريين الأحرار” 

يقول رئيس تحرير “نسمات سورية”، طارق سليمان، إن الجريدة جاءت لتكون مستقلة من داخل الغوطة، في ظل غياب الصحف المستقلة داخل الأراضي السورية، “فمعظم الجرائد حاليًا تصدر من الخارج رغم أن بعضها يوزع في الداخل”.

سليمان خريج كلية الصحافة والإعلام في دمشق عام 2007، يعمل مدرّسًا ومدربًا في أكاديمية “مسار”، يشير إلى أن الجريدة تُعنى بالشأن العام في الغوطة أولًا، لافتًا إلى أنها تتضمن أبوابًا عدة تتوزع على 12 صفحة.

تنشر الجريدة تحقيقات اجتماعية وطبية وإنسانية عن الغوطة، وتُخصص أقسامًا للأخبار والمغتربين ومقالات الرأي، كما تضم باب “المسابقة”، وهو من الأبواب الثابتة، ويحتوي أسئلة متنوعة، بجوائز قيمتها 50 دولارًا تقريبًا، بحسب رئيس التحرير.

كما تتضمن باب “عين العقاب” كمادة رقابة اجتماعية تضع عينها، على عمل المؤسسات والفعاليات المدنية.

 

يتألف الكادر التحريري للجريدة، من ثلاثة خريجي إعلام من جامعة دمشق، بينما يدرس الرابع الإعلام في قسم التعليم المفتوح، إضافة إلى أربعة مراسلين يدرسون في قسم الصحافة والإعلام، في أكاديمية “مسار”، ومشاركات لبعض الناشطين والناشطات، يتمنى سليمان “أن تكون أفضل مما هي عليه اليوم”.

يُحدد رئيس تحرير “نسمات سورية”، الشريحة المستهدفة بـ “السوريين الأحرار أينما كانوا، سواء في سوريا أو خارجها”، وتوزّع الجريدة بإجمالي ألف نسخة للعدد الواحد مجانًا في الغوطة، على الفعاليات المدنية والطبية والمؤسسات والمجالس المحلية والمكاتب التعليمية، وبعض الإدارات العسكرية.

ويؤكد رئيس التحرير أن الفريق “يعمل بجهود مضاعفة”، متمنيًا أن تكون التجربة مفيدة في الغوطة وسوريا عامة، وأن تلقى رعاية ودعم المؤسسات، بعيدًا عن الانتماءات الطائفية والفصائلية والمناطقية والفكرية.

 

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع