عنب بلدي – العدد 99 – الأحد 12/1/2014
نجح أحمد الجربا، المقرب من السعودية، في ترؤس الائتلاف الوطني السوري المعارض للدورة الثانية يوم الأحد الماضي خلال اجتماع للائتلاف السوري المعارض في اسطنبول. وقد فاز الجربا بنسبة 65 صوتًا متقدمًا على منافسه الوحيد رئيس الحكومة السورية المنشق، رياض حجاب، بفارق 13 صوتًا.
وعبر الائتلاف، الذي لم يحسم أمره بشأن حضور مؤتمر جنيف 2 بعد، عن رغبته في حضور مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني الجاري. وكان عضو الائتلاف مصطفى العلي قد صرح في وقت سابق أن الائتلاف يتعرض لضغوط كبيرة لحضور المؤتمر، إلا أن الكثير من الكتل فيه تصر على رفض تلك الضغوط وعلى عدم المشاركة.
وكان الائتلاف قد أعلن في وقت سابق خلال جمعيته العامة المنعقدة في تشرين الثاني الماضي استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 مؤكدًا التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من «المجرمين» المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي.
انسحاب 6 كتل سياسية من الائتلاف على خلفية جنيف 2
انسحبت ست كتل سياسية تضم كتلة مجالس محلية والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، والحركة التركمانية، وهيئة الأركان، والحراك الثوري، والمنتدى السوري للأعمال، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة، ليلة الثلاثاء من اجتماعات الائتلاف للتعبير عن رغبتها في عدم المشاركة في مؤتمر جنيف 2، ليصل عدد المنسحبين إلى 40 عضو من أصل 121.
وأوضح رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشق، الذي أعلن انسحابه من عضوية الائتلاف أنه اتفق مع عدد من الأعضاء على الانسحاب من الائتلاف الوطني، معتبرًا الانسحاب بأنه بات ضرورة بوصفه احتجاجًا واضحًا يهدف إلى تقوية الائتلاف وتمتين تماسكه، والعودة به إلى المسار الصحيح، مؤكدًا بدوره أن الانسحاب جاء نتيجة للأجواء الغائمة والغموض الذي سيطر على أفق العمل داخل الائتلاف، ما جعل كثيرًا من الأعضاء يشعرون بالريبة والقلق من التفرد بالقرار، ولاسيما ما يتعلق منه بالقضايا المصيرية.
وفي سياق متصل، أوضح عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن الحركة التركمانية، زياد حسن، وهي من ضمن المنسحبين من عضوية الائتلاف، أن أسباب استقالته هي بعد الائتلاف عن الشارع الثوري والانفصال عن واقع الشعب في الداخل السوري، إضافة إلى سيطرة فئات معينة بعضها بعيد كل البعد عن الثورة وعن تطلعات الثوار السوريين. إضافة إلى عدم وجود أفق لأي انفراج أمام المشكلات التي يعانيها الائتلاف بوجود القيادة الحالية، مشيرًا أن هناك مشروعًا عامًا يسود بلدان الربيع العربي والمنطقة برمتها يهدف إلى القضاء على التيارات الوطنية الراغبة في القضاء على الديكتاتورية وتحقيق التنمية في البلاد.
من جهتها أعلنت الهيئة الرئاسية للائتلاف عن رغبتها في عودة المنسحبين ومنحتهم فرصة للعودة عن قرارهم خلال أسبوع اعتبارًا من تاريخ 7 كانون الثاني الجاري وذلك في بيان صدر عن الهيئة الرئاسية، أكدت فيه حرصها على وجود كامل أعضاء الائتلاف فيه واستمرارهم في خدمة أهداف الثورة السورية، «خصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي تحتاج فيه المعارضة السورية والائتلاف الوطني إلى أقصى درجات الوحدة في مواجهة نظام القتل والتدمير والتهجير».
وقررت الجمعية العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض تعليق المداولات وعقد اجتماع آخر في 17 كانون الثاني الجاري لحسم القرار حول مؤتمر جنيف، وذلك بعد نقاشات «حادة» بين المجموعات المختلفة المكونة للائتلاف.
المجلس الوطني السوري لن يشارك في جنيف 2
أكد المجلس الوطني السوري المعارض تأكيد عدم مشاركته في مؤتمر جنيف، حيث ذكر سمير النشار العضو في المجلس الوطني السوري خلال اجتماعاته مع بعثات تمثل مجموعة أصدقاء سوريا ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الاخضر الابراهيمي، ووزارة الخارجية الروسية، أن المجلس الوطني السوري لا يرى داعيًا للمشاركة في المؤتمر في ظل عدم وجود ضمانات بتنحي الرئيس بشار الأسد، مؤكدًا بدوره أن مصير الأسد يقرره السوريون، في ظل تباين رأي الولايات المتحدة التي تدعم تنحي الأسد وروسيا التي لم توافق على هذا الشرط المسبق. وأكد النشار أن المجلس الوطني السوري ليس وحده من يرفض المشاركة بل هناك معارضون آخرون في الائتلاف يرفضون المحادثات وسيصوتون ضده.
مطالب الجربا لحضور جنيف 2
من جهته، أكد رئيس الائتلاف المنتخب أحمد الجربا على ثلاث مطالب رئيسية اعتبرها الائتلاف الحد الأدنى للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، في رسالة وجهها إلى وزراء خارجية «مجموعة لندن» في «أصدقاء سوريا» الذي يضم ممثلين عن 11 دولة، والذين اجتمعوا في باريس الأحد 12 كانون الثاني. وتمثلت شروط الجربا بالعمل على رفع الحصار عن عدد من المناطق التي تحاصرها قوات النظام السوري، والسماح بمرور المساعدات الانسانية، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة عن مناطق مختلفة في البلاد وخصوصًا على حلب في الشمال.
والجدير بالذكر أن المجلس الوطني السوري المعارض، الذي يضم رسميًا 22 عضوًا في الهيئة العامة للائتلاف، والذي أعلن رفضه المشاركة في جنيف 2 وكان من المنسحبين من الائتلاف، قد انحل سابقًا بإشارة من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، وبالتالي توقف العمل دوليًا مع المجلس الوطني السوري وتم تشكيل الائتلاف كبديل عنه، الأمر الذي يترك قرار حضور جنيف 2 رهنًا للحسابات الدولية.