عنب بلدي – العدد 99 – الأحد 12/1/2014
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي الموحد لحمص يوم الخميس 9 كانون الثاني «تنعي لكم حمص المحاصرة… أكثر من ستين مجاهدًا من خيرة شباب الأمة، قضوا في يوم واحد وفي عملية عسكرية كان هدفها فك قيد حصار عمره أكثر من عام ونصف»، وأكد البيان أن المقاتلين أصرّوا على المغامرة بفتح الطريق رغم ضعف الإمكانيات نظرًا للحالة الإنسانية الصعبة التي يعيشها المحاصرون «ورغم قلة العديد والعتاد، ورغم ضيق ذات اليد أبى مجاهدوا حمص إلا أن يسطروا أروع البطولات حين قدموا أرواح شبابهم رخيصة، حتى يطعموا طفلًا جائعًا، وينقذوا عجوزًا مريضًا، ويفكوا حصارًا لمصاب أعيت حالته مشافي الحصار الميدانية ذات الإمكانيات الضعيفة».
وحمّل البيان الألوية والكتائب التي «خذلت» المدينة وأهلها المسؤولية «إن حمص المحاصرة بمقاتليها وإعلامييها ومدنييها دفعت فاتورة تخاذل وتقصير من حولها من الكتائب والألوية الذين ركنوا إلى الدنيا ومتاعها، وانشغل كثير منهم في جمع المال وشراء السيارات على حساب مآسي إخوانهم المحاصرين التي يتغنون بها ليلًا نهارًا لداعميهم ولحاضنتهم الشعبية».
وتعد كتيبة «شهداء البياضة»، التي استشهد وأصيب معظم مقاتليها خلال العملية، أول كتيبة تشكلت في الثورة السورية، ويطلق عليها السوريون اسم «كتيبة الساروت» نسبة إلى الثائر عبد الباسط الساروت الذي كان من مؤسسيها، وقد فقد الساروت في عملية فك الحصار شقيقيه أحمد وعبد الله، بعد أن كان قد ودع شقيقين آخرين له، وليد الذي استشهد بأواخر عام 2011، ومحمد الذي استشهد في مطلع عام 2013 بحسب ناشطين.
في سياق متصل فقد أعلن مقاتلون من ألوية مختلفة تشارك في معركة «قادمون» لفك الحصار عن حمص، أعلنوا «ثورة» على قيادات المعركة، واتهموهم بالتعامل مع الأسد ومنع السلاح عن المقاتلين، موجهين أصابع الاتهام إلى العقيد «فاتح حسون» القائد العسكري لجبهة حمص في الجيش الحر، وقد نشر ناشطون مظاهرة ليلة لهؤلاء المقاتلين يوم الجمعة 10 كانون الثاني يصفون المعركة باسم «كاذبون… كاذبون»، كما وجهوا الاتهامات إلى فصائل الشمال السوري التي «انشغلت بقتال داعش عن نصرة المحاصرين».
يذكر أن أحياء حمص المحاصرة تعيش حصارًا خانقًا من قوات الأسد، وقد وصلت الحالة الإنسانية إلى درجة مزرية، وسط غياب مقومات الحياة الأساسية عن قرابة 3000 محاصر داخلها