عنب بلدي – العدد 99 – الأحد 12/1/2014
ويقول ناشطون من مدينة حجيرة أن قوات الأسد مدعومة بمليشيات لبنانية وعراقية قاموا بإعدام قرابة 250 شخصًا بالرصاص، وثم تم جمع الجثث وإلقائها في مكب للنفايات وإحراقها، كما يوجد عشرات الجثث المرمية في الحقول الواصلة بين الحجر الأسود والسبينة في ريف دمشق، تم تصفيتهم أثناء محاولتهم الفرار من الحصار.
مضيفين أن قوات الأسد اعتقلت أيضّا حوالي 1000 رجل من المدنيين الذين خرجوا من المدينة، وذلك بعد تصويرهم بكاميرات النظام على أنهم خرجوا بسلام.
وقد سمحت قوات الأسد يوم الأحد 5 كانون الثاني للمدنيين بعبور الحاجز عند مدخل مدينة حجيرة المحاصرة منذ عدة أشهر، لكن سرعان ما اكتشف المدنيون الفارون أنه كمين أعد لهم من قبل النظام.
وتروي إحدى الناجيات من المجزرة، أنها كانت «مصيدة حيث قام الجنود بفرز الرجال والنساء، ووضعوا النساء في المسجد بحجة الترتيب لخروجهن، وقاموا بسحب هويات الجميع وحرقها مع الأوراق الثبوتية، بالإضافة إلى التنكيل والإهانة للرجال والنساء.
من جهتها نشرت صفحات مؤيدة للنظام السوري أن قوات الأسد سيطرت على منطقة حجيرة في ريف دمشق، التي كانت تشكل قاعدة متقدمة لمحاولة اقتحام منطقة السيدة زينب ومقامها.
وكانت حجيرة تعتبر خط الإمداد الرئيسي الخلفي نحو بلدات: يلدا والحجر الأسود ومخيم اليرموك وببيلا والقدم، فكانت السيطرة عليها هدف استراتيجي من أجل فتح الباب أمام المناطق المتقدمة نحو جنوب دمشق، وتحرير الريف الجنوبي للعاصمة بشكل كامل.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها المدنيون الخروج من معبر حجيرة المسيطر عليه من قبل قوات الأسد، فقد نجح المئات بالخروج عن طريق المعبر نقلوا إلى منطقة حرجلة في ريف دمشق، وقد فصل النظام بين النساء والأطفال إلى مدرسة في إقامة جبرية، بينما اقتاد الشباب إلى فرع أمني للتحقيق معهم.
وطالب ناشطون داخل مدن الجنوب الدمشقي الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والحقوقية إرسال فرق تفتيش لكشف ملابسات هذه المجزرة وضمان حياة أكثر من 750 معتقلاً في معمل الكابلات في منطقة السبينة بريف دمشق بعد أن تم اعتقالهم على حاجز «علي الوحش» بحجيرة قبل أيام.
يذكر أن مدن الجنوب الدمشقي تعاني حصارًا خانقًا، وقد قطع عنها النظام المواد المعيشية، ما أسفر عن وفاة 50 شخصًا في مخيم اليرموك خلال الشهر الماضي.