مؤسس سرية أبو عمارة بعد الإفراج عنه: العودة إلى صفوف المقاتلين هي من أولى أولياتي
عنب بلدي – حلب
التقت جريدة عنب بلدي مؤسس سرية «أبو عمارة» للمهام الخاصة ياسر فوزي العبد «أبو جعفر»، والذي تم إطلاق سراحه منذ عدة أيام، وذلك في صفقة لتبادل الأسرى مع النظام، بعد أن قضى في سجون الأسد سنة وعشرة أشهر تقريبًا.
وكان أبو جعفر ممن التحقوا بالثورة منذ بداياتها، حيث بدأ وعدة شباب بالاستعداد للعمل العسكري مع بدايات اندلاعها في حلب، بعد يقينهم «بإجرام النظام وعدم جدوى السلمية معه».
وفي حديثه عن تأسيس سريته قال أبو جعفر «كنا قلة من الشباب عندما بدأنا بتنفيذ عملياتنا المسلحة ضد النظام وذلك بعد بدء الحراك الثوري في حلب بشهرين ونصف تقريبًا حيث كان مجمل عددنا ما بين الـ (25-30) شخصًا، والكثير من عملياتنا كانت تنفذ على يد مجموعة واحدة من الشباب يتراوح عددها ما بين الـ (10–15) يتوزع بينها العمل بين الرصد والمتابعة والمواصلات والتنفيذ وغيرها من المهام. وكنا نلجأ للريف للتجهيز لهذه العمليات، مع العلم أنه لم يكن حينها قد تحرر لا ريف حلب ولا أي جزء من مدينة حلب نفسها».
وعن بدايات أعمالهم في المدينة قال أبو جعفر أن عملياتهم كانت تشمل حينها الهجوم على مراكز أمنية واغتيالات لشبيحة، وذلك بعد إرسال عدة إنذارات وتحذيرات لهم للتوقف عن دعم النظام، إما عن طريق الهاتف أو بالملصقات، أو عن طريق أشخاص كواسطات، ويصل الأمر إلى حرق الممتلكات الشخصية كالسيارات إن لم يرتدعوا عن ممارساتهم «التشبيحية» أو يلجؤون في نهاية المطاف وكحل نهائي واضطراري للاغتيال.
- كمين للإيقاع بأبي جعفر
ونتيجة للصدى الذي اكتسبته كتيبة أبو عمارة، قامت مخابرات النظام بعمل كمين محكم لإلقاء القبض على أبي جعفر عن طريق شخص «مدسوس»، استطاع أن يعطي إحداثيات مكان تواجده أواخر شهر شباط من عام 2012. ويقول أبو جعفر «قضيت أقل من 24 ساعة في فرع حلب 290 حيث تم نقلي إلى دمشق». ويعتقد أبو جعفر أن النظام سارع في نقله لدمشق بسبب تخوفه من عملية هجوم على فرع الأمن العسكري «ربما لأن النظام كان يتوهم أن عدد أفراد السرية أكبر من حقيقته».
أما عن ظروف الاعتقال، قال أبو جعفر «قضيت فترة اعتقالي في فرع دمشق 291 شعبة المخابرات العامة بكفرسوسة، وغادرت هذا الفرع مرتين خلال السنة والعشرة أشهر، مرة إلى فرع فلسطين لمدة 60 يومًا، وبعدها إلى فرع التحقيق 248 لمدة ثلاثة أشهر، خلال فترة التحقيق هذه، ولحسن حظي لم أتعرض إلى ظروف اعتقال عصيبة أو تعذيب شديد (باستثناء إقامتي في المنفردة لمدة 70 يومًا متواصلة)، على عكس ما يذوقه المعتقلون هناك من أشد أنواع التعذيب، وباعتقادي السبب في هذا يعود إلى نيتهم باستغلالي إعلاميًا، ولأكون جاهزًا للظهور في أي وقت على الإعلام كزعيم لإحدى العصابات الإرهابية.
وكان أبو جعفر قد ظهر مرتين على شاشات إعلام نظام الأسد، إحداهما في مؤتمر المصالحة الوطنية، حيث أجبر على الاعتراف فيه بأنه سلم سلاحه وعاد «لحضن الوطن».
- التحضير لعملية التبادل
بعد اعتقال أبو جعفر بعام تقريبًا، اعتقلت كتائب أبو عمارة خمسة عناصر وهم ثلاثة ضباط واثنين صف ضابط من الطائفة العلوية، وذلك أثناء عملية تحرير مطار الجراح العسكري التي تمت في 11 شباط 2013، وكانت تلك بداية التفاوض مع الفرع 291 لإطلاق سراح أبو جعفر مقابل هؤلاء العناصر الخمسة، واستمرت هذه المفاوضات مدة عشرة أشهر حتى تمت بنجاح منذ عدة أيام وأطلق سراحه.
- إصرار على متابعة العمل
وعندما سؤاله عن نيته للعودة إلى العمل العسكري أجاب أبو جعفر: «حتى وأنا معتقل لم أتوقف لحظة عن متابعة أخبار الثورة عامة، وأخبار كتيبة أبو عمارة بشكل خاص، وذلك عن طريق المعتقلين ممن كانوا يقضون أوقاتًا قصيرة ويخرجون».
وأضاف: «لحظة تم الإفراج عني توجهت إلى مقر الكتيبة واجتمعت برجالها قبل أن أذهب إلى بيتي لرؤية أهلي، فالعودة إلى صفوف المقاتلين هو من أولوياتي الحتمية».
وعند سؤالنا القائد العام الحالي لكتائب أبو عمارة، مهنا جفالة «أبو بكري» عن مصير قيادة الكتيبة ولمن سيؤول، قال إن أبا جعفر سيخضع حاليًا «لدورة تدريبية وتأهيلية، ليعود بعدها قائدًا عامًا لكتائب أبو عمارة».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :