قرآن من أجل الثّورة 99
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- بين الرغبة في الكرسي والإصرار عليه.. الملائكة وإبليس مثلاً
المعارضون يتقاتلون على الكرسي وكل منهم يريد المنصب لنفسه (إلا من رحم ربي وقليل ما هم)، وفي نفس الوقت يكثر التبرؤ من الرغبة في الكرسي والتهرب من التهمة.
هل الرغبة في الكرسي محرّمة؟ هل حسد الآخرين إذا حصلوا عليه خطأ قاتل؟ ومتى يكون قاتلاً؟ لقد أنكر الملائكة حصول آدم على عرش الخلافة، ولأنهم أكثر تأدبًا مع الله من أن يظهروا ذلك، فقد عبّروا عن ذلك بعدم أهلية آدم لذلك المنصب {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} (سورة البقرة، 30)، في مقابل أهليتهم لذلك {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (سورة البقرة، 30).
واليوم، هناك الكثير من المعارضين لا يُفصحون عن رغبتهم في السلطة والمنصب، ولكنهم يعبّرون عنها بنقد الآخر وتعداد منجزاتهم الشخصية. لم يكن هذا الخطأ قاتلاً إذا ما كان موجهًا للعمل لا للشخص، لأن هذه الإشكالية تحل بالتبيان والأهلية. كما حصل عندما علّم الله آدم الأسماء كلها ولم تستطع الملائكة التسمية، فرضيت وأيقنت وسلّمت.
لكن عندما يتحوّل التشكيك من الفعل إلى الشخص يكون الخطأ قاتلاً. عندما يكون المبرر {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (سورة الأعراف، 12)، عندها لا أمل في إصلاح ذات البين، ولا خير يُرجى في ذلك الشخص لقيادة المعارضة. وهذا ما نراه عند المعارضين الذين يسيئون لشخصيات زملائهم ليبقوا الوحيدين في الساحة. فكان الجواب: اخرج فما كان لك أن تتكبر فيها، وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين. {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} (سورة الأعراف، 13).
اللهم أخرجنا من عالم الأشخاص إلى عالم الأفكار، ومن ثم من عالم الأفكار إلى عالم الأعمال، واجعل أكرم الناس لدينا أكفأهم لا أشهرهم وأغناهم، برحمتك يا رحمن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :