يقول الشاب إياد (25 عامًا)، ابن مدينة دير الزور، إنه أمضى أوقاتًا طويلة بين أحضان “الجسر المعلّق”، وفق تعبيره، وأحد أبرز معالم الثورة، الذي دمّرته مدفعية النظام السوري قبل أربعة أعوام.
ويصادف اليوم، الثلاثاء 2 أيار، الذكرى الرابعة لتدمير الجسر، الذي ارتبط بذاكرة أهالي دير الزور، وزوار المحافظة على حدٍ سواء، ممتدًا على ضفتي نهر الفرات.
منذ أن استهدفت قوات الأسد الدعامة الثالثة للجسر بقذائف المدفعية، في أيار من عام 2013، سقط “المعلّق” وسقطت معه مئات الآلاف من الذكريات، بعد أن تسبب قصفه بتدمير الأسلاك الحاملة لجسمه، ما أدى إلى انهياره بشكل كامل، بينما بقيت الدعامات شاهدة على تلك الواقعة حتى اليوم.
لا يخلو بيت من ذكريات قضاها على الجسر، وفق إياد، الذي يتنهد طويلًا في حديثه لعنب بلدي، مردفًا “كان مكانًا للقفز والسياحة وراحة البال، التي لا نجدها منذ خرجنا بعيدًا عن مدينتنا.
غادر الشاب مدينته مجبرًا مع أهله، ويستقر اليوم في تركيا، إلا أنه يتحدث مرارًا عن مشاعر “حميمية” تربطه بالجسر، وبتفاصيل تحيط به “لا ينساها ابن دير الزور”.
باشرت فرنسا ببناء الجسر عام 1925، بإشراف المهندس مسيو فيفو، واستمر بناؤه ست سنوات، ووفق ما نقل إياد عن والده، فإن العشرات من العمال الذين أسهموا في بنائه، ماتوا بعد سقوطهم خلال العمل.
ويبلغ طول الجسر 476 مترًا، بعرض يُقارب أربعة أمتار ونصف، مرتفعًا 36 مترًا عن سطح النهر، ومستندًا على أربع قواعد تبرز منها ركائز بطول 25 مترًا، وفق تقديرات الشركة المصنعة.
يُجاور “المعلّق” جسر “السياسية” (شرقه)، الذي بني عام 1980، بينما أنير لأول مرة في الأربعينيات من القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الوقت غدا مقصدًا لأهالي المدينة وزوارها.
ينتظر إياد بفارغ الصبر العودة إلى مدينته، التي يتقاسم النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” السيطرة عليها، ويحلم بإعادة بناء الجسر، حلمٌ يراود الكثيرين من أهالي المحافظة، إلا أنه صعب التحقق في ظل معارك متكررة تشهدها يوميًا.
–
فيديو انهيار الجسر، 2 أيار 2013
https://www.youtube.com/watch?v=uyXwWXh04M8