عنب بلدي – العدد 98 – الأحد 5/1/2014
لكن المشكلة تكمن في مشاركة اللصوص وتجار الثورة إلى جانب الثوار، إذ يريدون بذلك الانتقام من التنظيم الذي كبت على نفسهم خلال الفترة السابقة، ما ينذر بتصفية بعض المجاهدين الذين دخلوا إلى التنظيم بنية رفع الظلم وإسقاط نظام الأسد، وهو ما يفتح صراعًا لا يمكننا التكهن بعواقبه، ويستنزف قدرات المقاتلين من الجبهتين لصالح الأسد.
لكنّ تعنت «الدولة» ومواجهتها لـ «المتربصين بها»، يؤكد أن لا مخرج اليوم من حرب طاحنة في المناطق الخارجة عن قبضة الأسد، إلا إذا استفاقت بعض العقول داخل صفوفها، وسارعت بالانسحاب وتسليم مقراتها لصالح الفصائل الإسلامية المعتدلة والأقل تشددًا، كالجبهة الإسلامية والنصرة كما فعل أبو حمزة الأنصاري «أمير الدولة» في جسر الشغور، الذي أعلن اعتزاله العمل العسكري «حقنًا لدماء المسلمين، وسعيًا لدرء الفتنة».
في الجانب المقابل فلا أحد يستطيع إنكار حقيقة أن الأسد هو المستفيد الأكبر من الاقتتال بين الفصائل، لأن الخسائر الناجمة عنه سيدفعها السوريون الثائرون ضدّه، دون أن يضطر لدفع شيءٍ من جيبه، منتظرًا الانقضاض على فريسته حين تخور قواها.
وبعيدًا عن لغة الرصاص فإن عودة النفس الثوري لمظاهرات جمعة «أبو ريان ضحية الغدر»، ورفع الشعارات والهتافات التي تذكر بأهداف ثورة الحرية والكرامة، بعد غيابها عن الساحة السورية بسبب التضييق على الناشطين والإعلامين الذي فرضته الدولة مؤخرًا، يثبت أن السوريين ما يزالون متعطشين لنيل حريّتهم، وأن الثورة السورية لن تموت في نفوسهم.