عنب بلدي – العدد 98 – الأحد 5/1/2014
وأقرت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري قرارًا نهائيًا برفض المشاركة في مؤتمر «جنيف2» ضمن المعطيات الحالية، كما أنها أرجأت انتخابات رئاسة المجلس حتى تجتمع هيئته العامة أو ما ينوب عنها.
وقال سمير النشار العضو في المجلس الوطني السوري لوكالة فرانس برس «بعد اجتماعات مع بعثات تمثل مجموعة أصدقاء سوريا ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووزارة الخارجية الروسية… يؤكد المجلس الوطني السوري أنه لا يرى داعيًا للمشاركة في المؤتمر».
واعتبر الغاية من المؤتمر «سيئة» وأن فكرته «ستحاول وضع النظام السوري والمعارضة على قدم المساواة … نرفض ذلك»، مضيفًا «خلال لقاءاتنا لاحظنا أن المجتمع الدولي ليس لديه ما يقدمه لنا حتى نغيّر رأينا».
وقال النشار «الرسالة التي نتلقاها هي أن مصير الأسد يقرره السوريون، الولايات المتحدة تدعم مطلبنا بتنحيه، لكن الروس لا يوافقون على هذا الشرط المسبق»، مبديًا أمله في أن يقاطع الائتلاف المؤتمر بقوله إن «الائتلاف لن يشارك في نهاية المطاف، المجلس الوطني السوري ليس وحده رافضًا للمشاركة، ثمة معارضون آخرون في الائتلاف يرفضون المحادثات وسيصوتون ضده» في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين اعتبروا المشاركة «خيانة» لدماء الشهداء في وقت سابق.
وكان المجلس الوطني السوري أعلن في 13 تشرين أول العام الماضي، عدم مشاركته في هذا المؤتمر الذي ينظم بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا، ملوحًا بالانسحاب من الائتلاف في حال مشاركته في المؤتمر، وأكد المجلس الوطني السوري دائمًا رفضه التفاوض في حال عدم وجود ضمانات بتنحي الأسد.
في سياق متصل قال رئيس الائتلاف أحمد الجربا لـصحيفة «الحياة» أنه سيبلغ المسؤولين الروس لدى زيارته موسكو يومي 13 و14 الشهر الجاري، أن نظام الأسد «انتهى، ولا يمكن أن تعتمدوا عليه … دعونا نتفاهم على أن يرحل هذا النظام وتبقى الدولة وأسسها ونتفاهم على حل حقيقي»، وأن مصالح روسيا «ليست مع عائلة الأسد، ولن يتعرض لها أحد».
وجدد الجربا موقف الائتلاف شروط مشاركة إيران في المؤتمر بالقول «على إيران أن تسحب حزب الله والمتطرفين الشيعة العراقيين والحرس الثوري وتعلن ذلك»، مشددًّا على أن «تتضمن الدعوة أن حضور مؤتمر «جنيف2» سيكون على أساس «جنيف1» الذي نص على حكومة كاملة الصلاحيات بما فيها الأمن والجيش والاستخبارات، ومن يريد أن يحضر المؤتمر يجب أن يحضر على هذا الأساس».
وأكدّ أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل به ليل الأحد 29 الشهر الماضي، وتحدث عن المؤتمر، وتحدثت عن البراميل التي يلقيها النظام على الشعب وعن المعوقات التي تواجه المؤتمر، مشيرًا إلى أنه أبلغ كيري «نحن لو ننتظر منكم فقط أن تشجبوا وتدينوا القصف فالعوض بسلامتكم»، وأضاف «قلت له أنتم لستم أطباء بلا حدود»، وتابع الاتصال بالقول «إننا ننتظر من الولايات المتحدة أن تتخذ موقفًا فالإدانة فقط لا نتيجة منها، فقد طلبنا ممرات آمنة، ولم نحصل على ذلك منكم ولم تستطيعوا، وطلبنا إطلاق سراح المعتقلين وخاصة النساء والأطفال، وهذا لم نحصل عليه منكم. الآن القتل والتدمير دائم ويومي في بلدنا والذبح على المكشوف، فاسمحوا لي ما هي المناخات الجيدة لإنجاح جنيف … هذا ما قلته».
يذكر أن الهيئة العامة للائتلاف تجتمع يومي 5-6 من الشهر الجاري بهدف انتخاب قيادة جديدة، على أن يحمل قادة الائتلاف موقفهم الأخير إلى اجتماع «مجموعة لندن» الذي يضم 11 دولة من «أصدقاء سوريا» في 12 الشهر الجاري، وسيعقد الاجتماع في مكان بعيد عن الإعلام لـ «أسباب أمنية» وفق الجربا، إثر «تحذيرات» وصلت إلى قادة الائتلاف بضرورة عقد الاجتماع «في مكان آمن بسبب وجود مخاطر حقيقية على حياتهم قبل المؤتمر الدولي».