استعادت “هيئة تحرير الشام” نقاطًا خسرتها لصالح “جيش الإسلام”، خلال الأيام الثلاث الماضية، في الهجوم الذي شنه “الجيش”، بينما تستمر الاشتباكات حتى اليوم، الاثنين 1 أيار.
وتتبادل الفصائل الاتهامات بالمسؤولية عن الاقتتال الداخلي في الغوطة، في ظل معارك دامية قتل خلالها عشرات المقاتلين وبعض المدنيين، وأصيب آخرون.
“الهيئة” ترتب صفوفها
وقال عماد الدين مجاهد، مدير العلاقات الإعلامية في “الهيئة”، إن عناصرها استعادوا السيطرة على حزّة وجسرين بشكل كامل وأجزاء من المحمدية، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة في عربين والأشعري والأفتريس.
وكان “الجيش” تحدث أمس عن إنهاء أكثر من 70% من حجم قوة “تحرير الشام” في الغوطة، لافتًا إلى أنها “تمت بدون خسائر تذكر من الجانبين”.
مجاهد أكد، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “تحرير الشام ترتب صفوفها لاستعادة زمام المبادرة”، بعد تهديد بمحاسبة وعقاب “جيش الإسلام” على ما نفذه بحق مقاتليها.
وعن رواية اختطاف رتل المؤازرة التابع لـ”الجيش”، كررت “الهيئة” نفيها، وأشار مدير علاقاتها إلى أن “كذبهم في ذلك ثبت عبر شهادات الفعاليات، وأهالي بلدات الغوطة، إذ لم يشهد لهم رجل واحد من رجالها”.
هجوم “جيش الإسلام” استهدف “الهيئة” بالرشاشات الثقيلة والدبابات، ولفت مجاهد إلى أنهم “استهدفوا الأبنية السكنية في منطقة الأفتريس، وأمهلوا عوائل المجاهدين في منطقة الأشعري، التي استولوا عليها مؤخرًا 24 ساعة لإخلاء المنازل والخروج من المدينة”.
وقدّر عدد القتلى من كافة الأطراف بحوالي 100 قتيل.
الاقتتال يهدّد الغوطة
ويتهم “فيلق الرحمن” عناصر “الجيش” باستهدافهم بشكل مباشر، وينفي استهداف أي رتل لهم، في حين قتل العشرات من عناصر الفصيل إثر اشتباكات من “جيش الإسلام”.
“الجيش” وجّه رسالة إلى “الفيلق”، أكد فيها أنه عقد العزم على حل “الهيئة” في الغوطة، داعيًا إلى “اتخاذ الحياد على الأقل، في حال لم يكونوا عونًا لنا في هذه المهمة، التي تصب في صالح أبناء الغوطة، بل أبناء سوريا أجمعها”.
ووفق بيان “الجيش” فإنه “مهما بلغت الخلافات مع الفيلق، فستبقى جانبية ثانوية، ونحن متفقون على الأصل، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا”.
ووجه اللوم لـ “جيش الإسلام”، أمس، لاستهدافه المدنيين المتظاهرين ضد الاقتتال في سقبا وحمورية، ما أدى إلى إصابة طبيب ومدرّس، وبعض المدنيين.
استهداف المظاهرات برّره “جيش الإسلام” بأنه صدر عن عنصر منه، مشيرًا إلى أن “التصرف خاطئ وسيحاسب الفاعل ويلقى جزاءه العادل”.
ويتخوف ناشطون سوريون معارضون من تحوّل الاقتتال إلى “حرب أهلية” بين الجانبين، لا تنتهي إلا بالقضاء على أحدهما.
بين اتهامٍ ونفي
وتحدث مجاهد عن وقوف مجموعات من “أحرار الشام” على الحياد، “بينما تواطأ بعضهم مع جيش الإسلام، وأعانهم على غدرهم، إذ خرجت مجموعات الجيش من مقرات الأحرار، وحاصرت مقرات الهيئة”.
إلا أن الناطق باسم الحركة، محمد أبو زيد، نفى أي تحرك من عناصرها ضد “الهيئة” في الغوطة، مشيرًا “الحركة هي الوحيدة التي تحاول التهدئة وإيقاف المعارك بأي شكل”.
ومع استمرار الاشتباكات يرى مراقبون أن الغوطة تتجه نحو التصعيد العسكري، الذي يتمثل بإصرار “جيش الإسلام” على اجتثاث “الهيئة”، في حين تتحرك الأخيرة لاستعادة خسائرها، فضلًا عن المواجهات بين “الجيش” و”فيلق الرحمن”.
–