عنب بلدي – العدد 98 – الأحد 5/1/2014
استقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة العام 2014 بحفل ضخم للألعاب النارية بمدينة دبي بتكلفة قدرت بـ 400 مليون دولار أمريكي، حيث تم الاستعانة بخبراء دوليين في الألعاب النارية والمتفجرات من كل أنحاء العالم.
فقد قامت شركة غروسي الأمريكية بتصميم عرض الألعاب النارية باستخدام 100 كمبيوتر و200 خبير فني تقني وبتكلف 6 مليون دولار. وبحسب موقع غنيس للأرقام القياسية فإن دبي أنفقت عشرة أشهر من التخطيط، وتم استخدام أكثر من نصف مليون مقذوفة نارية خلال عرض الألعاب النارية التي استمرت لمدة ستة دقائق. وبذلك تكون دولة الإمارات حطمت الرقم القياسي في أكبر احتفالية لرأس السنة في العالم ودخلت كتاب غنيس محطمة الرقم القياسي السابق الذي حققته دولة الكويت في تشرين الثاني 2012 احتفالاً بعيدها الوطني الخمسين حيث تم استخدام 77 ألف قذيفة.
أما في مدينة لندن فقد حضر ما يقارب 250 ألف شخص حفل الألعاب النارية الذي يقام سنويًا على نهر التايمز عند «لندن أي» والذي استمر لمدة 11 دقيقة وتم إطلاق 12500 مقذوفة نارية. حيث انفقت لندن حوالي 2 مليون جنيه إسترليني في عرضها، أي ما يعادل 3 مليون دولار، وذلك على الألعاب النارية والتجهيزات اللازمة لها.
أما في العاصمة باريس فقدر عدد المتسوقين في رأس السنة بحوالي 14 مليون شخص، وقدر إجمالي إنفاقهم في الاحتفالية 45 مليون دولار. وفي موسكو قدر متوسط إنفاق الأسرة على احتفالات رأس السنة 580 دولار حسب دراسة أجرتها مؤسسة ديلوت أن الألمانية.
أما في مصر الدولة العربية التي تعيش ظروفُا اقتصادية صعبة فقد كشفت دراسة قام بها المركز المصري للدراسات الاقتصادية أن المصريون ينفقون ما بين 5-7 مليار جنيه (900 مليون دولار) خلال احتفالات رأس السنة، حيث تبلغ تكلفة رسائل المعايدة بين المصريين في تلك الليلة ما يقارب 300 مليون جنيه مصري.
أما في الجزائر فقد صرح الدكتور فارس مسدور، أستاذ الاقتصاد بجامعة البليدة، أن إنفاق الشعب الجزائري خلال أعياد رأس السنة بلغ 400 مليون دولار. في حين ينفق شعب الكويت ما يقدر بنحو 60-90 مليون دينار، أي ما يعادل 315 مليون دولار، ويقضي معظم الكويتيين إجازة رأس السنة خارج بلادهم في أوروبا.
وبحسب دراسة لخبراء الاقتصاد فإن إجمالي ما ينفقه العرب على احتفالات رأس السنة يقدر بحوالي 2 مليار دولار. في حين يقدر إجمالي ما تنفقه الشعوب على مستوى العالم بما يزيد عن تريليون دولار، تصرف معظمها على السهرات وشراء الهدايا والملابس.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بأعياد رأس السنة وتتسابق الدول لدخول موسوعة غنيس للأرقام القياسي بأكبر احتفالية كما فعلت دبي، فإن حاجة الشعب السوري من المواد الغذائية والإغاثية تزداد باضطراد لتصل إلى حوالي 2 مليار دولار، بحسب برنامج الأغذية العالمي، أي ما يعادل ما أنفقه العرب على احتفالات رأس السنة للعام 2014، إلا أن هذا الوضع الانساني في سوريا لا يبدو أنه يشكل –بالنسبة إليهم- حاجة مُلحّة بما فيه الكفاية لترقى إلى أولويات نفقات أي من هذه الدول.