الغوطة تتخبّط على وقعِ معارك لاجتثاث “تحرير الشام”

  • 2017/04/30
  • 5:32 ص

دبابة لفصيل جيش الإسلام في الغوطة الشرقية - 29 نيسان 2017 (ناشطون)

عنب بلدي – خاص

تتزايد أعداد القتلى من الفصائل والضحايا المدنيين، مع استمرار الاشتباكات في الغوطة الشرقية، التي بدأت الجمعة 28 نيسان، تزامنًا مع ذكرى الاقتتال خلال العام الماضي، رغم اختلاف السبب، الذي يتلخص اليوم بمحاولة اجتثاث “هيئة تحرير الشام” من المنطقة.

حتى مساء السبت 29 نيسان، لم تهدأ الاشتباكات والاتهامات بين الفصائل، فيقول “جيش الإسلام” إنه يرد على حادثة اختطاف رتل مؤازرة يتبع له، كان متوجهًا إلى جبهات القابون، بينما يتهمه كلٌ من “فيلق الرحمن” و”تحرير الشام”، بـ”البغي وتقطيع أوصال الغوطة”.

وزادت وتيرة محاولات قوات الأسد والميليشيات الرديفة، التقدم في حي القابون، شرق دمشق، مستغلة ما يجري في الغوطة، وحققت فيه تقدمًا بسيطًا، قرب مسجد الهداية، بينما خرجت مظاهرات رفضت الاقتتال داعيةً إلى إيقافه.

وبينما وجهت اتهامات من مصادر متعددة لـ”جيش الإسلام” باستهداف المتظاهرين، نفى مكتب التواصل لدى الفصيل الأمر، معتبرًا في حديثٍ إلى عنب بلدي، أنه “لا يمكن تحديد جهة بعينها أثناء الاشتباكات هذا إن صحت الحادثة”.

أولى المدن التي شهدت المواجهات، كانت مدينة عربين، التي حاصر فيها “جيش الإسلام” عناصر “الهيئة”، وسيطر على معظمها، وجاء ذلك ردًا على اختطاف الرتل، بحسب الناطق الرسمي باسم هيئة أركان “الجيش”، حمزة بيرقدار، وقال في حديثٍ إلى عنب بلدي، “سنتتعامل مع النصرة (فتح الشام المنضوية في تحرير الشام) حتى تحرير الرتل”.

الاشتباكات من وجهة نظر تحرير الشام

تركزت الاشتباكات السبت على أطراف عربين وبلدة حزّة، بعد أن بدأت في نقاط أخرى خلال اليوم الأول، وشملت الأشعري، بيت نايم، ومديرا.

وتحدثت عنب بلدي إلى عماد الدين مجاهد، مدير العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام”، الجمعة 28 نيسان، ووصف رواية “جيش الإسلام” بأنها “اختلاقات وافتراءات اعتدنا عليها”، متسائلًا “كيف يستطيع بضعة شباب اختطاف رتل كامل كما يزعمون؟”.

“الأمر بيّت بليل ومعد مسبقًا”، وفق رؤية “الهيئة”، التي قال مدير علاقاتها الإعلامية، إن “جيش الإسلام يقتحم مناطقنا ونقاط فيلق الرحمن مفتشًا منازل القادة، وبدلًا من إرسال المؤازرات والأرتال إلى جبهات الغوطة، توجه جنودهم للبغي علينا في هذا الوضع الحرج”.

وترى “تحرير الشام” أن “جيش الإسلام بدأ بالاغتيالات قبل سنتين، ورفض تسليم الخلايا الأمنية المتورطة في ذلك”، معتبرةً أن ما يجري اليوم هو تكرار للسيناريو القديم، بينما رفضت الإدلاء بأي تصريح بخصوص المستجدات، لدى تواصلنا معها من جديد.

فيلق الرحمنيتهم الجيش

كأول تعليق من “فيلق الرحمن”، المدعوم من قطر، اتهم “الجيش”، الذي يتلقى دعمه من السعودية، بالإعداد منذ أسابيع للهجوم “والاعتداء على الفيلق في بلدات الغوطة الشرقية، محضرًا لذلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوق بها لفعلته”.

وإثر الاشتباكات قتل القائد العسكري في “الفيلق”، عصام القاضي، الذي نفى أي تواصلٍ مع “جيش الإسلام” بخصوص التواصل المسبق معه وتحييده، معتبرًا أن كل ذلك “محض كذب وافتراء”، رغم أن “الجيش” أصرّ على رواية أنه “لا نستهدف سوى النصرة التي تكررت اعتداءاتها سبع مرات بحق مجاهدينا”.

عنب بلدي حاولت التواصل مع “فيلق الرحمن”، إلا أنها لم تلق ردًا، بينما أعلن المتحدث باسمه، وائل علوان، أن “نظام الأسد يضغط على جبهات المحمدية، بينما يُعاني ثوار الفيلق من صعوبة انقطاع المؤازرات، بعد استيلاء جيش الإسلام على مقرات اللواء 45 و مقدراته”.

تعقيبًا على المواجهات ضد “الفيلق”، أكد مكتب التواصل في “الجيش”، أن “كل الكلام عن استهداف مقرات الفيلق مجانب للحقيقة، إذ مايزال حتى الآن (السبت 29 نيسان) ردنا على النصرة فقط، مع إطلاع كل الفصائل من قبل قيادة الجيش على المستجدات”.

وتحدث “الجيش” عن رصد بعض الحالات، من قبل بعض عناصر يتبعون للمكتب الأمني في  “الفيلق”،  ممن آزروا عناصر “النصرة”، مؤكدًا أن “هذه حالات فردية ممكنة الحدوث أثناء الاشتباك، لكن لا يوجد أي استهداف مباشر للفيلق أو فصيل آخر”.

واعتبر “جيش الإسلام” أن “فيلق الرحمن يحاول إقحام نفسه في الموضوع، ونحن نسعى بكل جهودنا لتحييدهم وتجنب الصدام معهم”.

بعض ناشطي الغوطة تحدثوا عن إعدامات ميدانية، نفذها “الجيش” بحق عناصر من “تحرير الشام”، إلا أن مكتب التواصل نفاها، في حين أكدت مصادر مطلعة لعنب بلدي، أن “جيش الإسلام أسر العشرات من عناصر الهيئة، بينما سلم آخرون أنفسهم له”.

لا إحصائية دقيقة عن أعداد القتلى من عناصر الفصائل، إلا أن مصادر عنب بلدي أكدت مقتل العشرات من كافة الأطراف، بينما ذكر مكتب تواصل “الجيش”، أن “إحصائية الجرحى والشهداء لا يمكن توثيقها بسبب استمرار الاشتباكات”.

وحصلت عنب بلدي على تسجيل صوتي، السبت 29 نيسان، لـ”أبو بكر عدرا”، قائد غرفة عمليات “جيش الإسلام” في القطاع الغربي من الغوطة، متمثلًا بأحياء القابون وتشرين وبرزة، وأكد أن التنسيق جار بين “الجيش”، “الفيلق، “أحرار الشام”، و”الفيلق الأول”، واصفًا حال الجبهات هناك بـ”الممتازة”.

بينما يتخوّف أهالي الغوطة من خلل قد يطال جبهات القتال، ضد قوات الأسد والميليشيات الرديفة، ما يجعل الوضع العسكري في القابون وبقية المناطق، شبيهًا بما جرى حين خسرت المعارضة القطاع الجنوبي، ومساحات واسعة من المرج، العام الماضي.

ووفق المعطيات الحالية، فإن الاشتباكات تسير نحو إنهاء وجود “تحرير الشام” بشكل كامل في الغوطة، في ظل تأكيدات من مصادر متطابقة، عن إجماع الفصائل على ذلك، تزامنت مع دعواتٍ من الأهالي لشرعيي وقادات الفصائل الكبرى هناك، إلى وقف المعارك التي خطفت أرواح قتلى جُدد، أضيفوا إلى المئات ممن قضوا في الاقتتال الماضي.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا