عنب بلدي – أورفة
تصف فاطمة فريق “بداية لحن” بأنهم “شباب رائعون مروا كالنسيم في أورفة، تاركين خلفهم الكثير من الذكريات الجميلة، عشناها خلال أربعة أيام من العمل المستمر”. |
“ألحانٌ سورية تنتقل بين الولايات التركية للتخفيف من معاناة السوريين”، يصف الشاب عمر الجرو (22 عامًا) من مدينة دير الزور، ورشاتٍ تدريبية ينظمها دوريًا فريق “بداية لحن”، في المدن التركية، بينما لاقت الأخيرة في أورفة والتي انتهت، الجمعة 28 نيسان، الاهتمام الأكبر بين السوريين في تلك المدينة “البعيدة عن النشاطات”، على حد وصفهم.
يُدرّب عمر مع قرابة 30 شخصًا من زملائه (خمسة في كل ورشة)، السوريين في المدن التركية، على مهارات السرد القصصي، للتعبير عن مشاعرهم بالطريقة الأمثل، ما يضمن وصولها إلى أكبر عدد من المستمعين، ويقول الشاب لعنب بلدي، إن هدفهم “كسر الحواجز أمام الشباب ودفعهم للمشاركة الفعالة في العمل والتواصل مع المجتمع “.
وتُنظّم الورشات التدريبية ضمن برنامج “me we Syria”، وتقول فاطمة (22 عامًا)، التي شاركت في ورشة أورفة، إنه “خلق الأمل لدينا، ووسّع أفق التعبير عن أنفسنا، ضمن مساحة آمنة”، وهذا ما مكّنهم من إنتاج فيلم قصير خلاله “بأدواتٍ بسيطة”.
وترى فاطمة أن نسبة كبيرة من المشاركين، “فتحوا قلوبهم وتحدثوا عن قصصهم”، مؤكدةً “لقد ساعدني أولئك الشباب في التعرف على أشياء جديدة داخل ذاتي، ما خلق طاقة إيجابية مضافة، وشكّل نقطة تغيير في حياتي، تمكنني من إطلاق قدراتي لتكون في خدمة المجتمع”.
“بداية لحن” فريق تطوعي مركزه في ولاية العثمانية التركية، يضم جامعيين سوريين من مختلف المدن، وبدأ نشاطاته قبل أكثر من عام، مستهدفًا فئات عمرية مختلفة، سعيًا لرفع الوعي وتنمية العمل المجتمعي.
ويعتبر برنامج الفريق نسخة مطبقة في أكثر من دولة، كالجزائر وبعض الدول الإفريقية، التي شهدت نزاعات دامية، وقد حاز على جائزة عالمية، بعد أن قدّمه السوريون في العثمانية ومرسين وهاتاي وأورفة وغازي عنتاب، ونتج عن المتدربين فيه أفلام تُحاكي قصص الشباب السوري. |
يدرس عمر في كلية الهندسة المدنية في العثمانية، ويُشاركه زميله باسل من محافظة درعا، الذي يرى في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن العمل ضمن البرنامج، ساعده بشكل شخصي في التعرف على ثقافات متنوعة، ومكّنه من زيادة التواصل مع الآخرين.
ويقول الشاب إنه وزملاءه حريصون على التوفيق بين الدراسة والعمل المجتمعي، في محاولة لترك بصمة في المكان الذي يزورونه، مشيرًا أن للبرنامج “مساحة خاصة في قلبي وذاكرتي وخبراتي، فقد غدوت أشعر بالانتماء له لنساعد الآخرين”.
مساعدةٌ يراها العضو في الفريق، سلطان عباس (23عامًا)، تسهم في زيادة الطاقة الإيجابية ونبذ عوامل اليأس والضعف والاستسلام، “وتحويلها إلى أمل وتفاؤل ومحبة ورغبة في الحياة”، مشيرًا “عندما نختتم كل ورشة، نلاحظ الأثر الكبير الذي نتركه، وهذا هدفنا لصناعة صنّاع التغيير”.
سلطان الشاب الكردي من مدينة القامشلي، والذي يدرس هندسة الطاقة في العثمانية، يرى أن مقدار نجاح عمل الفريق، والأثر الذي يتركه “يظهر لدى مشاهدتنا بكاء المستفيدين، بعد انتهاء الورشات”، ما يعتبره دليلًا على الوصول إلى قلوبهم رغم اختلاف الأعمار، والصعوبات التي تواجههم.
يُجمع أعضاء الفريق على أن عملهم “رفع من إحساسهم بالمسؤولية، تجاه الفئات التي يعملون معها، ومكّنهم من التعامل بسلاسة مع الآخرين، فضلًا عن التأقلم مع بيئات مختلفة”.
ويختم الشاب عمر حديثه، مشددًا على أن التفكير المشترك، ومساعدة مدير البرنامج والمشرف على تطبيقه، “مكننا من تصحيح الأخطاء، وإكمال الطريق لعزف الألحان السورية، التي تُحوّل الحزن الذي يعيشه السوريون في الداخل والخارج، إلى ابتسامة فرح”.