“البنيان” دارٌ جديدة للأيتام في الغوطة الشرقية
عنب بلدي – الغوطة الشرقية
“شفت الدار وحكولنا كيف رح نعيش ونتعلم فيها”، يقولها الطفل محمد مجّود بابتسامةٍ عريضة، متلهفًا لبدء برنامج دار الأيتام التي انتقل للعيش فيها مؤخرًا.
منظمة “البنيان المرصوص” الإنسانية، تعمل في سوريا، منذ تأسيسها عام 2013 في محافظة حمص، وتملك مكتبًا مرخصًا في تركيا.
وتقول إدارتها إن مشاريعها تتوجه إلى أضعف شرائح المجتمع السوري المتضررين من الحرب. |
فقد الطفل محمد مجّود (10 سنوات) والديه، خلال القصف على الغوطة الشرقية، ويعيش اليوم داخل دار “البنيان”، التي استقبلت بدءًا من 24 نيسان الجاري، فاقدي الأب والأم من معظم مدن وبلدات الغوطة.
الدار التي رعتها منظمة “البنيان المرصوص”، وجمعية “قطر الخيرية”، تتألف من طابقين في مدينة دوما، وتمتد على مساحة تُقارب 550 مترًا مربعًا.
وتقول والدة الطفل منير (12 عامًا)، في حديثٍ إلى عنب بلدي، إن طفلها التحق بالدار، “لما سمعت عن الخدمات التعليمية والتربوية والدعم النفسي التي ستقدمه للطفل”.
تعبّر أم منير عن سعادتها بقبول طفلها في الدار، متمنية توسعة المشاريع التي تُعنى بالطفل اليتيم، “لأن أطفال سوريا فتحوا أعينهم ليجدوا القتل والدمار والحصار والحرمان، فلم يعيشوا إلا مع الهموم منذ نعومة أظفارهم”.
50 يتيمًا في طابقين
تؤوي”دوحة أمل”، التي تديرها “عدالة”، بدعم من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “IHH”، 30 يتيمًا جميعهم ذكور، من ضمن 45 تلميذًا تستقبلهم المدرسة الداخلية فيها، ينام بعضهم في منازلهم، في حين تتسع المدرسة لمئة تلميذ. |
افتتحت الدار أبوابها في دوما، بحضور فعالياتٍ مدنية وشخصيات تربوية من الغوطة، وتقول إدارتها إنها تحتوي من ليس لهم معيل، وآخرين ممن يعيشون مع أقاربهم، في ظل صعوبة تأمين أساسيات الحياة لمعظم أهالي الغوطة.
بدأت فكرة إنشاء الدار قبل حوالي عام، لتتبلور ويبدأ تجهيزها نهاية العام الماضي على مدار خمسة أشهر، إلى حين افتتاحها متضمنةً مدرسة وحديقة وصالة للألعاب، وغرف نوم للأطفال والمربين، إضافة إلى مستوصف طبي ومَخرجين للطوارئ.
تضم دار “البنيان” 50 يتيمًا من كافة مدن وبلدات الغوطة الشرقية، 25 منهم فاقدو الأبوين، وهؤلاء ينامون في الدار.
واختير الأطفال بعد التنسيق مع دار أيتام “دوحة أمل”، التي افتتحتها مؤسسة “عدالة” في مسرابا، شباط الماضي، وفق مدير الدار الجديدة، حسان الخضري.
يرعى الأيتام 26 شخصًا بمن فيهم خمسة مدرسين، وثمانية مربين، كل واحد منهم مسؤول عن سبعة أطفال، ويقول الخضري لعنب بلدي إن الأطفال من غير فاقدي الأبوين، سيتنقلون من وإلى الدار، من خلال حافلات تقلّهم يوميًا.
التنسيق مع “دوحة أمل” قضى باختيار الأيتام في الصفوف الدراسية الثلاثة الأولى، بينما توكّلت دار “البنيان” بالأطفال في الصفوف الرابع والخامس والسادس.
ولتشجيع الطفل وتحفيزه دراسيًا، يمنح المدرّس بطاقات للأطفال المتفوقين في دراستهم، تُمكّنهم من اللعب في الصالة أو شراء الأطعمة من “بوفيه” مخصص لذلك.
وبحسب مدير الدار فإن المنظمة تسعى مستقبلًا لتخصيص قسمٍ للإناث، كون معظم دور الأيتام في الغوطة يهتمون بالذكور بالدرجة الأولى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :