أعاد الفوز الذي حققه برشلونة على ريال مدريد في اللحظات الأخيرة في الكلاسيكو، روح المنافسة على لقب الليغا الإسبانية، بعد أن تساوى الفريقان في النقاط مع مباراة مؤجلة للنادي الملكي، وتربع البرسا مؤقتًا على الصدارة، منتظرًا تعثر ريال مدريد في إحدى الجولات الأخيرة ليخطف اللقب.
ورغم الأداء القوي لبرشلونة وروزنامة المباريات المتبقية للفريقين والتي تشير إلى سهولة مواجهات النادي الكتالوني مقارنة بالميرنيغي، يعتبر محللون رياضيون أنه مازالت حظوظ ريال مدريد هي الأوفر للفوز باللقب، وذلك لعدة أسباب:
الملكي يفوز ويحصد اللقب
على عكس برشلونة، ماتزال الأمور في يد لاعبي ريال مدريد، فمع مباراة مؤجلة تعطيه أفضلية كبيرة، فيمكنه الفوز بخمس مباريات من أصل خمس، أو التعادل في واحدة لضمان الفوز باللقب دون الالتفات إلى برشلونة، كما أن أي تعثر للفريق الكتالوني في مبارياته الأربع الأخيرة سيعني أن اللقب متجه دون شك إلى ريال مدريد.
مشاكل برشلونة ضد الأندية الصغيرة
خسر برشلونة أربع مباريات غير متوقعة تمامًا أمام أندية ملقا، ديبورتيفو لاكرونيا، سيلتا فيغو، ريال سوسيداد، ولذا فإن المباريات السهلة المتبقية للبرسا، وهي أمام فياريال في الكامب نو ولاس بالماس وإيبار قد يجد بها صعوبة أو ربما يحدث فيها نتيجة سلبية تنهي السباق، وتريح ريال مدريد.
تراجع مستوى سواريز
صحيح أن ريال مدريد يعاني أحيانًا بسبب تراجع أداء غاريث بيل المتأثر بالإصابة أو رونالدو وكريم بنزيمة لكن الفارق واضح، فالمدرب زيدان لديه خيارات عديدة على دكة البدلاء، وفي حال أشرك ألفارو موراتا أو جميس رودريغيز أو إيسكو، فإن الأداء يكون بنفس القوة أو أفضل، عكس برشلونة الذي يعتمد بشكل شبه كامل على ليونيل ميسي وبعده سواريز ونيمار، ما قد يؤثر سلبًا على أداء الفريق في ظل تراجع أداء رأس الحربة لويس سواريز.
كريستيانو رونالدو يبحث عن نفسه
على مستوى الأرقام وحتى الفرديات، أظهر الأرجنتيني ليونيل ميسي أنه يعيش أوقاتًا متميزة عكس كريستيانو رونالدو الذي يمر بحالة من تذبذب المستوى، وهو أمر يدفع النجم البرتغالي للرد على المشككين كما فعل في مباراتي بايرن ميونيخ.
رونالدو أمام فرصة جيدة لقيادة فريقه للفوز باللقب الغائب وتحويل الانتقادات التي تطاله إلى مديح، وهو دافع كبير للنجم المعتاد على التألق كلما توجهت نحوه سهام النقد، وهو الدافع نفسه الذي دفع ميسي للتألق في الكلاسيكو بعد قيادة الدون للملكي إلى دور نصف النهائي عبر البايرن في التشامبيونزليغ.
ومن المتوقع أن يبذل رونالدو بشكل خاص مجهودًا مضاعفًا للفوز باللقب الذي لم ينجح في الظفر به سوى مرة واحدة فقط منذ عام 2009.
التفوق والاستقرار الفني
يعيش ريال مدريد استقرارًا فنيًا كبيرًا بقيادة المدرب زين الدين زيدان الذي حوّل شكل الفريق تمامًا منذ توليه زمام الأمور في منتصف الموسم الماضي خلفًا لرافا بنيتيز، وقد نجح في الفوز بدوري الأبطال خلال أولى تجاربه كمدرب، وها هو في طريقه للفوز بالليغا مع كوكبة متكاملة من اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين تجعله الأقوى في العالم.
فيما كتب إنريكي نهاية مشواره مع برشلونة وينظر إليه بكثير من الشكوك، خاصة مع قرارات خاطئة متعددة ساهمت في نزيف بعض النقاط التي كان من الممكن كسبها بسهولة.