استراحة الخميس لـ غازي عبد الله القصيبي
لا يمكن تناول كتاب “استراحة الخميس”، قبل أن نتعرف أكثر على كاتبه غازي عبد الله القصيبي. القصيبي هو أديب وصحفي وشاعر ودبلوماسي سعوديّ، ولد في أربعينيات القرن الماضي، وتوفي عام 2010، لكنه استطاع خلال 70 عامًا فحسب أن يترك من الآثار قرابة 90 مؤلفًا ما بين ديوان شعريّ وكتاب ورواية، ما جعله من أبرز الأدباء والشعراء السعوديين المعاصرين.
ولعلّ اللافت في شخصية القصيبي هو غزارة إنتاجه جنبًا إلى جنب مع المناصب السياسية التي تولاها في حياته، ليس على مستوى عمادة الكليات والتعليم فيها فحسب، وإنما على نطاق استلامه عدة وزارات بفترات مختلفة من حياته، وعمله كسفير للسعودية في عدة دول من بينها البحرين وبريطانيا.
أحدثت العديد من مؤلفات القصيبي ضجّة كبرى عند طبعها، ومُنع الكثير منها من التداول في السعودية حتى اللحظة، ومن أبرز رواياته شقة الحرية والعصفورية.
يتسم كتابه “استراحة الخميس” بنفس أدبيّ ساخر يمتد طيلة صفحاته، والكتاب عبارة عن مجموعة مقالات كتبها القصيبي سابقًا لصحف سعودية ولندنية عديدة مثل الشرق الأوسط، والوطن، وقرر جمعها في هذا الكتاب وإعادة نشرها عام 2000.
يمتد الكتاب على 180 صفحة من القطع الصغير، ولعله أشبه بمجلة منوعات ترفيهية، ففيه من الشعر، والخواطر، والمواقف الطريفة التي جرت للقصيبي في حياته، الشيء الكثير.
لغة القصيبي سلسة للغاية رغم تمكّنها الشديد، تجد في الكتاب مقالات جميلة مكتوبة بطريقة المقامات، إضافة لبعض الكلمات العامية هنا وهناك، كما يدوّن فيه الكاتب آراءه حول العديد من الشخصيات المشهورة، والكتب المنشورة، والتقنيات الحديثة التي دخلت حياتنا.
الكتاب مناسب لمن يبحث عن الاسترخاء والابتسامة، وهو أشبه باستراحة يوم الخميس بعد أسبوع عمل مرهق.
اقتباس من الكتاب:
“الشعراء لا يولدون إلا عندما يموتون، ولا تنضح شاعريتهم إلا بعد عشرات السنين من موتهم، ولا تظهر عبقريتهم إلا بعد مرور مئات السنين من رحيلهم”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :