كيفية تفادي نشوء السلوك العدواني عند الطفل

  • 2014/01/06
  • 1:37 ص

عنب بلدي – العدد 98 – الأحد 5/1/2014

أسماء رشدي

يعد السلوك العدواني عند الأطفال من أخطر ما يهدد العائلة واستقرار أفراد المجتمع. قد يكون هذا السلوك على شكل تهديد مادي (الاعتداء البدني) أو لفظي (اللوم والتوبيخ والعقاب) ولا يمكننا أن ننسى المشاعر العدائية التي قد تكون مضمرة كالحسد والغيرة. العدوان وثيق الصلة بالغضب والميل إلى العناد والتشاجر عند الأطفال، وهو وثيق الصلة بالأخطاء التي نرتكبها نحن الكبار نتيجة عدم فهمنا لطبيعة نمو الطفل وسوء فهمنا لما يصدر عنه من سلوكيات نعتبرها نحن الكبار سلوكيات خاطئة، في حين أنها لا تزيد عن كونها مظهرًا عاديًا لنضج الوظائف الحيوية لدى الطفل، ومحاولة منه لإثبات ذاته ولفت الأنظار له والحصول على الاعتراف به كفرد جديد في الأسرة.

أثبتت الكثير من الدراسات أن عدوان الطفل قد يكون راجعًا إلى أخطاء يرتكبها المحيطون به في طفولته الأولى، كما أن تعرضه للعدوان يجعله أكثر ميلاً للعدوان، كما أن فشله في تحقيق غاياته وشعوره بالعجز والقمع يؤدي إلى الإحباط وبالتالي العدوان.

فيما يلي بعض الممارسات لتفادي نشوء السلوك العدواني لدى الطفل:

– احترم ممتلكات الطفل الخاصة من اللعب والأدوات، ولا تأخذ منها شيئًا دون إذنه وأعطها له حين يطلبها ولا تماطل في الاستجابة له عندما يطلبها.

– لا تتصرف مع الطفل بطريقة عدوانية، فلا تترك الغضب يسيطر عليك إزاء تصرفاته، ولا تسبه ولا تضربه، ولا تأخذ ما بيده غصبًا حتى لو كان شيئًا يخصك.

– اعدل بين الأخوة (ذكورًا وإناثًا) في المعاملة ولا تترك الفرصة لكي يشعر أحدهم بأنه يعامل معاملة أدنى من غيره حتى لا تتولد المشاعر العدائية بينهم.

– تجنب تحقير طفلك أو ذكر عيوبه أمام الآخرين، وإذا كنت تشكو من سلوك خاص له في بعض المواقف فناقش ذلك بينك وبينه في سرية خاصة، ولا تجعل تصرفات طفلك محورًا للحديث العلني في جلسة عائلية، لأن ذلك قد يزيد من شعوره بالنقص وربما يؤدي به بعد ذلك إلى الانطواء أو إلى السلوك العدواني للتعويض عما يحس به من قصور.

– في حال وقوع عدوان على طفلك أو على ما يمتلكه من أدوات من أطفال الجيران أو أطفال المدرسة، لا تضخم المشكلة وخذ المسألة ببساطة على أنها ظاهرة قد تحدث في أي مجتمع، وحاول معالجة الأمر ربما مع أهل الطفل المعتدي أو مع المعلم.

– في حال وقوع العدوان من قبل طفلك على الأطفال الآخرين، تجنب التحيز لطفلك وقم بتنبيهه إلى خطورة العمل الذي قام به.

– في حال قام الطفل بإيذاء نفسه، كأن يلقي بنفسه على الأرض أو ينخرط بالبكاء الزائد أو عند قيامه بتكسير ألعابه أو تمزيقها، التزم الهدوء التام مع عدم إظهار أي مشاعر حتى يعود إلى اتزانه وهدوئه.

– جنب طفلك مشاهدة أفلام العنف أو اللعب بألعاب الكمبيوتر العنيفة، ووفر له الفرصة للتنفيس عن مشاعره العدوانية المكبوتة من خلال إشراكه في الأنشطة الرياضية الجماعية.

– مناقشة السلوك العدواني يجب أن تتم فوراً قبل أن ينسى الطفل ما حدث وبعد ساعتين يمكن استعراض الظروف التي أدت إلى ما حصل، ويطلب من الطفل أن يفسر ما الذي أثاره، ويجب أن يفهم الطفل أن الغضب شيء طبيعي، لكن التعبير عنه بشكل عدواني هو غير الطبيعي. ويتم اقتراح طرق أفضل للاستجابة، فمثلاً يمكن أن نطلب منه أن يخاطب أخاه قائلاً: أنا فعلاً غاضب لأنك أخذت كرتي، أو بأن يبتعد عن الشخص أو المكان ويأخذ وقتًا ليهدأ ويفكر بما يمكن عمله.

– أما إذا كان طفلك لديه ميول تدميرية عدوانية ولم يؤثر فيه تدخل الأهل أو أنه يبدو سعيدًا بإيذاء الآخرين، فيجب اللجوء إلى الأخصائي النفسي في مثل هذه الحالات.

مقالات متعلقة

أسرة وتربية

المزيد من أسرة وتربية