خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- الاختلاف والتوحّد
كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. كيف يكون الرسل سببًا للاختلاف والاضطراب بعد استقرار ووحدة للأمة؟ عندما أنظر اليوم إلى الوراء أرى أن ظلم الاسد وحّدنا، كان الناس أمة واحدة، أمة المستضعفين والمظلومين، فجاءت الثورة وارتفع الظلم من نفوسنا وبدأ الاختلاف بيننا. الامتحان الذي نفشل فيه هو التعايش والعمل معًا بعد اكتشاف ذلك الاختلاف. لا زلنا نحاول أن نتوحد تحت راية واحدة وبلون واحد. كل المجموعات والتنظيمات التي عملت معها إلى الآن فشلت في هذا الامتحان، امتحان التعاون رغم الاختلاف وتحويله إلى تنوع وتوزيع للمهام حسب الاختصاص والاهتمام، هذا الإصرار على لي أعناق الناس لإدخالهم في ملة القوي والمنتصر يعيد إنتاج المستبد ولن ينجح أحد في توحيد الناس. {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (سورة هود، 118، 119).
- الخير والشر والفساد
رأيت الخير يفسد الناس كالشر، لما يخلفه من عجب وفوقية وتهليل، إن لم يعالج بالاستغفار والصدقة سرًّا كان الكبر هو النتيجة. {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ * إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (سورة النصر، 3)
- غلظة القلب
{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران، 159) هناك نوع من الفظاظة يأتي نتيجة التفوق على الآخرين في فعل الخير والتقدم عليهم في ميادين العطاء، فيبدأ في تقريعهم على تقصيرهم وعدم تضحيتهم وإيثارهم دنياهم على آخرته! نعم آخرته!
- المنّ والأذى
نحن السوريين إما أننا لا نعمل، أو نعمل فنخوّن كل من لا يعمل معنا {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ} (سورة البقرة، 264). يقول البعض: «لم نمن». فماذا عن الأذى؟ أذى المشاعر وإحباط النفوس، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، من أكرمه الله بفعل الخير لا يبطلنه بأذية مشاعر الآخرين، وليحمد الله وليعمل بصمت وشكر وفرح وخوف.