قنديل ضاهر
في بداية عامٍ جديد، يتمنى الجميع أن يكون عامهم القادم مليئًا بالسعادة والنجاح، يصلون ويدعون الله أن يكون أقل سوءًا وحزنًا من عامهم المنصرم.. وهذا أمر طبيعي.
ولكن الأمر لا يصبح طبيعيًّا إطلاقًا إنْ كان هذا كلّ ما نفعله عند كل رأس سنة جديدة، التمنّي والدعاء لعام أفضل. بالنسبة لنا نحن –السوريين- سيكون هذا الدعاء مضاعفًا بسبب ما نعانيه من مصاعب وعوائق في حياتنا.
ليصبح الأمر طبيعيًّا علينا أولًا أن نؤمن بأن جعل عامنا الجديد مشرقًا وسعيدًا وأقل تعاسة وفشلًا هو بأيدينا.
مشكلة خطيرة نعاني منها اليوم بسبب معاناتنا الكبيرة، وهي أننا فقدنا إيماننا بأنفسنا وبقوّتنا وبقدرتنا على إحداث الفارق والتغيير بأيدينا نحن، فاليأس تسلل إلى قلوبنا وحطّ من عزيمتنا وثبط همّتنا عن العلم والعمل من أجلنا ومن أجل مستقبل بلادنا.
معظمنا مرّ بمثل هذه الحالة، وأكرّر، إن هذا طبيعي بسبب ما عشناه.. ولكن بقليل من التفكير والتأمّل في الحياة ونواميسها، تلمع ابتسامة الأمل بسهولة على وجوهنا، لأنّنا عندها نعرف طريق الخلاص، طريق الحرّيّة، أن نتحرّر من يأس وتشاؤم أنفسنا وننطلق في حياتنا ملأى بالنشاط والحيويّة والعزيمة على التغيير. لن يكون الأمر سريعًا وبسيطًا في البداية، لكن النشاط سيتراكم في أنفسنا مع الأيام لنجد أنفسنا بعد فترة نتعلّم ونعمل وننجز وننتج بشكل جيد جدًا، والأهم أننا سنكون مستمتعون بذلك.
كيف ذلك؟
عندما لمعت ابتسامة الأمل، اكتشف كل واحد منّا أن حل المشكلة بسيط، ويتطلب بعض الخطوات والمواظبة عليها فقط:
• الإيمان بالنفس والثقة بقدرتها على إحداث التغيير الإيجابيّ في أيّ لحظة مهما كانت مؤلمة.
• تحفييز النفس وتشجيعها بتوقع صورة المستقبل الذي سيكون إن اجتهدنا وبذلنا الوقت في التعلم والعمل.
– التعلّم المستمر شرط أساسي في تطوير الذات، ليكون أمامنا الكثير من الخيرات والخبرة والمعرفة عند وقوع أي مشكلة لابدّ من استمراريّة التعلم.. لذلك لا يجب أن نتوقف يومًا واحدًا عن القراءة.
• التفكير اليوميّ بما نتعلّمه وكيف يمكن الاستفادة منه على أكمل وجه في الواقع.
• الإقلاع عن عادات سيئة، وزرع عادات جيّدة بدلًا منها في النفس.. وكاقتراح: حاول في هذه السنة الإقلاع عن عادتين سيئتين وإضافة واحدة جيّدة.
• الرياضة والتمرين اليوميّ ولو لعشر دقائق فقط.. وهذه مهمة جدًا لأنّها تحفّز النفس وتنشّط الجسم، وتشعرنا تلقائيًا بأنّنا نبذل مجهودًا في أمر جيّد يعود علينا بالصحّة.
وباختصار: إن كنت مشغولًا عن الرياضة فعليك تغيير أولويّاتك.
• ابدأ صباحك بهدوء، تنفّس بعمقك، ابتسم.
• الصلاة والدعاء.
هذه نقاط أراها حتميّة وضروريّة لتصبح حياتنا أكثر سعادة ونجاحًا، فبعد أن تصبح جزءًا من أنفسنا، كل إنسان سينطلق في حياته حسب تخصصه وشغفه، فيبذل مجهودًا في تطوير نفسه في عمله الذي يحب، ليستمر نجاحه وتزداد سعادته.
سأتحدّث دائمًا عن هذه النقاط بالتفصيل، لأضيف بعض الأفكار الجديدة في تطبيقها وتبسيطها قدر الإمكان، تذكروا أن تعاهدوا أنفسكم أن تكون بداية السنة كلّها تفاؤل ونشاط، لا مكان لليأس والتمنّي دون عمل إن أردنا السعادة والنجاح.
كل سنة وأنتم سعيدون.