عنب بلدي – العدد 98 – الأحد 5/1/2014
تأسس فريق ورد للدعم النفسي الاجتماعي في حزيران 2012 ليختص في مجال الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال السوريين المتأثرين بأحداث الحرب. لتكون انطلاقته في الشمال اللبناني عن طريق مجموعة من الشباب المتطوعين الذين يملكون بعض الخبرات في مجال الدعم النفسي. وقد التقت عنب بلدي السيد أشرف الحفني مدير المشروع واطلعت من خلاله على عمل الفريق وأهدافه ومشاريعه.
منذ انطلاقة «ورد» كان هدف الفريق تدريب الشباب، وخصوصًا السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية، على الدعم النفسي في جميع اتجاهاته، لبناء شبكات في مختلف الأراضي اللبنانية وتهيئتها لتقديم الدعم النفسي في المناطق المحيطة بها إلى حين عودة السوريين إلى بلادهم وبناء مراكز عمل في المحافظات السورية. وقد انتقلت «ورد» من العمل كفريق متطوع إلى العمل بشكل مؤسساتي على شكل منظمة ضمن الاستراتيجيات والقوانين اللبنانية. وبما أن العمل تطوعي فإن عدد العاملين في الفريق يزيد وينقص، وقد بلغ عدد المتطوعين منذ انطلاقة العمل ما يقارب 100 متطوع، أما العدد الحالي فهو 20 متطوعًا.
- الشرائح المستهدفة:
لم يقتصر عمل «ورد» على الأطفال، فقد شمل الدعم العائلات وجرحى الحرب والمصابين الذين يصلون إلى الأراضي اللبنانية بشكل مستمر. إذ تم الكشف خلال التعامل معهم عن العديد من المشاكل النفسية التي تعرضوا لها نتيجة إصاباتهم الجسدية، وما خلفته من فراغ كبير في حياتهم بسبب الجلوس في المشافي ومراكز إيواء الجرحى.
وقد قام الفريق بتقسيم الجرحى بحسب مستوياتهم الثقافية وأوضاعهم الصحية وقام بتعليمهم اللغة الإنكليزية وتدريبهم على استخدام الكمبيوتر، ما أعاد للجرحى الشعور بأنهم قادرين على الإنتاج والعودة إلى الحياة الطبيعية.
أما بالنسبة للأطفال فقد قام الفريق في عدّة مناطق من لبنان بالعمل على التفريغ النفسي لإعادة الطفل إلى حالته الطبيعية من خلال الألعاب والنشاطات، وكذلك تعليمه حقوقه وواجباته، وقد تم توجيه عناية خاصة بالأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية نتيجة الصدمات التي تعرضوا لها أثناء الأحداث في سوريا. كما قام الفريق بندوات تثقيفية للعائلات في مجال تربية الأطفال والتعامل مع مشاكلهم النفسية.
- مشاريع ورد:
قام الفريق خلال الأشهر الماضية بعدد من الحملات كان أهمها حملة «خبز وملح» التي كانت بمثابة شكر للمجتمع اللبناني على استضافته للسوريين وذلك للتخفيف من الاحتقان الذي حدث مؤخرًا في العديد من المناطق بعد أن ازدادت أعداد السوريين في لبنان.
كما أنهى الفريق مشروع «بناء التربية على السلام» الذي أطلق تحت رعاية مؤسسة «أديان»، وقسّم المشروع على 6 جلسات لدعم الأطفال وتربيتهم على قيم السلام والتعاون والمحبة وكذلك الاختلاف. وتضمن أنشطة تدريبية وترفيهية. وقد اختتم المشروع باحتفال شارك فيه فريق «كشافة لبنان» و «تجمّع بسمة وزيتونة» وتضمن نشاطات ومسرحيّة للأطفال قام فيها أطفال فريق «ورد» بإلقاء أغنية عن أطفال سوريا.
ويسعى فريق «ورد» في الأيام القادمة لتنفيذ مشروع «تدريب الألف» الذي يهدف إلى تدريب ألف شخص على مبادئ الدعم النفسي، ليكونوا قادرين على تقديم المساعدة في مختلف المناطق دون الحاجة لمراجعة أخصائيين. كما ويسعى الفريق لإنشاء خيم داخل المخيمات لتقديم الدعم النفسي والاستشارات الاجتماعية ونشر الثقافة والتعليم.
- صعوبات وتحديات:
حظي فريق «ورد» في الأشهر الأولى من انطلاقته بدعم من بعض المنظمات الدولية، لكن هذا الدعم لم يستمر، فواجه الفريق عند انتهاء التمويل تحديًا كبيرًا أجبره على الاستمرار معتمدًا على تمويل نفسه ذاتيًا من خلال تبرعات المتطوعين أنفسهم وبمساعدة من بعض الأهالي، ما دفعهم إلى إيقاف بعض المشاريع التنموية الاجتماعية لحين توفر تمويل جديد.
من جهة أخرى فقد واجه الفريق صعوبة في نشر برامجه التعليمية والتثقيفية بسبب عدم اعتياد اللاجئين عليها وعدم تقبلهم لفكرة الدعم النفسي، بالإضافة إلى انشغال معظمهم بالوضع المادي والإغاثي، نظرًا لحجم المعاناة التي يعيشونها. كما واجه الفريق صعوبات كبيرة في تأمين بعض احتياجات المشروع بسبب عدم وجود غطاء قانوني يسهل عمله، وهو ما يجري العمل عليه حاليًا في إدارة الفريق من أجل الحصول على ترخيص قانوني.