حلّ جيش النظام السوري في المرتبة الرابعة عربيًا، و36 عالميًا في تصنيف صدر اليوم، الثلاثاء 25 عن مؤسسة “غلوبال فاير باور” للتصنيف العالمي لجيوش العالم.
وبحسب التصنيف احتلت جمهورية مصر المرتبة 12 عالميًا والأولى عربيًا، وجاء بعدها السعودية في المرتبة الثانية عربيًا و24 عالميًا، وتلتها الجزائر الثالثة عربيًا، ليكون “الجيش السوري” في المرتبة الرابعة.
وفي تقرير للمؤسسة ذاتها في عام 2015، كان “الجيش السوري” تراجع 16 مركزًا عما كان عليه في 2014، ليغدو حينها في المرتبة 42 عالميًا.
سلاحان نوعيان في جعبة الأسد
وفي حديث إلى عنب بلدي قال العقيد الطيار حاتم الراوي إن “تصنيف جيش الأسد في عام 2015 في المرتبة الرابعة كان صحيحًا، بناءً على عدد قواته حينها والتي بلغت 440 ألف مقاتل، بينهم 320 ألف تحت السلاح، و120 ألف عنصر أمن في الأفرع الأمنية والداخلية”.
وأوضح الراوي “لم يبق للأسد في الفترة الحالية سوى الربع أو الأقل من إمكانيات سلاح الجو والطيران”، مشيرًا إلى أن “القطعات الوحيدة التي ماتزال تحافظ على إمكانياتها وعتادها هي الصواريخ أرض- جو، وأرض- أرض”.
وبحسب العقيد السابق في “الجيش السوري” فإن “الجيش فقد أغلبية الدفاعات الجوية التقليدية، نظرًا للخسائر والإصابات التي طالتها بعد دخول الجيش السوري الحر”.
وأشار إلى القطعات الأقل خسارة، إذ “تعتبر الفرقة الرابعة، أقل القطعات العسكرية خسارة قياسًا بالقطعات الأخرى”.
خسائر الدفاعات الجوية فاقت 50%
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قال إن قواته خسرت أكثر من نصف قدراتها من الدفاع الجوي جراء ضربات من يصفهم بـ “المسلحين”، مشيرًا إلى أن “روسيا عوضت جزءًا من هذه الخسارة”.
وأضاف، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، “لا نستطيع بالطبع إعطاء عدد دقيق (للخسائر) لأن هذه معلومات عسكرية (…) يمكنني أن أقول إننا فقدنا أكثر من خمسين بالمئة”.
ومني النظام السوري في السنوات الست الماضية، بخسائر كبيرة في العناصر والعتاد العسكري، وذلك خلال المواجهات العسكرية مع فصائل المعارضة السورية في محاور مختلفة على الأراضي السورية.
وفقد مطارات عسكرية مهمة في مطلع المواجهات المسلحة مع فصائل المعارضة، أبرزها مطار تفتناز، وأبو الضهور العسكري، عدا عن الأضرار التي تلقتها المطارات الأخرى نتيجة الاستهدافات المباشرة من قبل الفصائل العسكرية.
تصنيف مبني على جيوش عربية ضعيفة
وأوضح العقيد الراوي أن “القياس الحالي لترتيب الجيش السوري لا يمكن أن يبنى على التعداد العسكري، لأن هذا التعداد انخفض إلى الربع”.
وأكد “الشيء الوحيد الذي مايزال محافظًا على نفسه هو نوعية السلاحين (أرض- جو، أرض- أرض)، اللذين يستخدمان لحماية العاصمة، ومقرات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري”.
ورغم ذلك اعتبر العقيد أن “تصنيف الجيش السوري في المرتبة الرابعة حاليًا، ليس قائمًا على الإمكانيات العسكرية، بل على غياب الجيوش العربية القوية والمنافسة”.
واستنزف جيش الأسد قوّته بعد تهرب الآلاف من الالتحاق بصفوفه، وتداخل الجيش النظامي مع الميليشيات المحلية الموالية للحكومة، ولم يعد لدى الجيش قوى منضبطة، تستطيع الحفاظ على المناطق التي تخضع لسيطرته على جبهات القتال.
ويعتمد النظام السوري لردم هذه الهوّة على مقاتلين أجانب، بمن فيهم المقاتلون العراقيون والأفغان الذين تدربوا في إيران، بالإضافة إلى “حزب الله” اللبناني، والدعم الجوي والبري الروسي، بعدما صار لموسكو قواعد عسكرية رسمية، أبرزها حميميم في اللاذقية.
–