عنب بلدي – العدد 97 – الأحد 29/12/2013
فلم يستطع الجيش الحر اليوم تأمين قرابة 7 آلاف مدني، محاصرين في مدينة معضمية الشام، لتمدّ المدينة يدها للنظام الذي قتل أبناءها واعتقل شبابها وهجّر شيوخها ونساءها، ليصرخوا بأعلى صوتهم في وجه المعارضة السياسية أنّ المقتول استنفذ كل أساليب الموت التي أتيحت له، ليضع رقبته بين فكّي الأسد. في الجهة المقابلة يبدو أن الأسد يرسم للسيطرة على أكبر عددٍ من المدن قبل موعد «جنيف2»، إن ببراميل الموت، أو بمحاولات الوصول إلى هدنة تكرّرت في الزبداني ومخيم اليرموك الذي يموت أبناؤه جوعًا، ومناطق أخرى في عموم سوريا، بينما ينصبّ تخطيط أعلام «السياسة الثورية»، إلى انتخابات الائتلاف المقبلة.
لِمَ يا ترى ترسّخ في عُرف السوريين اليوم، أن الذين يموتون «ارتاحوا»، إذا لم تكن الحياة تحت التراب أفضل بألف مرة من الحياة مع «اللاشيء».
ويبقى السؤال يدور حول رجالات المعارضة فيما إذا كانوا لا يستطيعون تحمّل مسؤولياتهم تجاه هذا الشعب، فهل يرتضون الحياة مع الذلّ، أم أنهم سيختارون يومًا الموت مع الكرامة.