عنب بلدي – العدد 97 – الأحد 29/12/2013
بعد رفع علم النظام على أعلى بناء في مدينة معضمية الشام كـ «بادرة حسن نية»، دخلت أولى قوافل الإغاثة إلى المدينة مساء السبت 28 كانون الأول، في خطوة أولية لتنفيذ شروط المصالحة التي تم الاتفاق عليها بين المحاصرين داخل المدينة وقوات الأسد.
وبعد فشل التوصل إلى هدنة الشهر الماضي، عادت لجنة المصالحة –المكونة من أهالي من المدينة-، وعرضت شروط الأسد لتنفيذ مصالحة محددة ببنود تقضي بقاء الجيش الحر في المدينة، وعدم دخول أي شخص من قوات الأسد إليها، مقابل تسليم السلاح الثقيل بحوزة الجيش الحر وتسوية أوضاع المنشقين وعودتهم إلى ثكناتهم، بالإضافة إلى خروج المقاتلين من خارج المدينة، ودخول قوافل المساعدات إليها.
وقد شهدت الجبهة الشرقية -بعد رفع العلم- اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات اللجان الشعبية التي حاولت اقتحام المدينة وإفشال الهدنة حسب المجلس المحلي لمدينة معضمية الشام.
لذلك أعلن مقاتلون من الجيش الحر في المدينة أن الهدنة نُقضت بعد محاولة الاقتحام، وانقضاء المدّة المتفق عليها دون تحقيق أي شرط من شروطها، لكن رغبة الأهالي بنجاح الهدنة والوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة المحاصرة، أجبر مقاتلي الحر والناشطين في المدينة على الانتظار، حتى عادت لجنة المصالحة إلى المعضمية يوم الجمعة الماضي، ونقلت إلى الأهالي والناشطين جدية النظام في تحقيق شروط المصالحة.
مساء أمس السبت تحقق الشرط الأول بدخول 3 سيارات من القوافل الإغاثية إلى المدينة، ونشر ناشطون من داخل المدينة تسجيلات مصورة تظهر سيارات الإغاثة إليها بعد طول انتظار. بينما نقل لنا الأهالي أن كميات الطعام التي أدخلت قليلة جدًا ولا تكفي لإطعام كل من في المدينة.
قوبلت المصالحة برفض كبير في أوساط الناشطين داخل المدينة وخارجها، وفتحت الباب على مصراعيه للتكلم عن تخاذل الجيش الحر في الغوطة الغربية عن نصرة المدينة المحاصرة، كما يقول ناشطون في المدينة أن انقطاع المساعدات الغذائية من مدينة داريا المجاورة كانت أيضَا أحد الأسباب التي دعتهم إلى القبول بالمصالحة مع النظام.
في المقابل ينقل لنا آخرون، أن ضغوطات الأهالي والحالة المأساوية التي يعيشونها أجبرتهم على القبول رغم رفضهم للفكرة، وأن كل من يلوم المعضمية على هذه المصالحة فليقم بتقديم الغذاء لأهلها أو مؤازرة الجيش الحر داخلها، لفتح ممر لإدخال المساعدات دون اللجوء إلى النظام.
وأفادت صفحات مؤيدة للنظام السوري، باستسلام أحد عشر من مقاتلي الجيش الحر في المعضمية إثر المصالحة، كما نشرت أن الكتائب المقاتلة من خارج المدينة بدأت بالانسحاب نحو مدينة داريا. فيما نفى مراسلنا ذلك.
يذكر أن مدينة المعضمية فيها ما يقارب 7 آلاف مدني محاصر منذ أكثر من عام، وشهدت 6 حالات وفاة نتيجة نقص في الغذاء.