عنب بلدي – العدد 97 – الأحد 29/12/2013
وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا فقد وصل عدد شهداء محافظة حلب إلى 677 منذ 15 كانون أول الجاري، بينهم 133 طفل و62 امرأة، قضوا جراء الغارات المستمرة للطيران الحربي والمروحي، التي تلقي البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية، كان آخرها أمس السبت حيث استهدف القصف «سوقًا للخضرة» في حي طريق الباب أسفر عن استشهاد 25 شخصًا، لترتفع حصيلة السبت في أنحاء حلب إلى 74 شهيدًا بينهم 22 طفل و 6سيدات وفق مركز حلب الإعلامي.
وبدأت الأمور تخرج من يد مشافي حلب لكثرة ضغط الجرحى والشهداء عليها، وقد أطلقت المشافي الميدانية نداءات للتبرع بالدم، في حين ينقل ناشطون عشرات التسجيلات المصورة، تظهر جثثًا وأشلاءً من تحت الأنقاض، بينما أسفرت الغارات عن دمار كبير في البنية التحتية للمدينة.
الإعلام السوري الرسمي من جهته يلتزم بروايته التي تقضي بأن قوات الأسد تحارب «الإرهابيين» الذين يسيطرون على مناطق واسعة من المدينة، كما تظهر دعوات على الصفحات المؤيدة لنظام الأسد لدكّ المدينة بالبراميل بوتيرة أكبر، ما يعجّل الحسم بنظرهم.
إلى ذلك فقد أعلنت الهيئة العامة للثورة في تقرير لها أن البراميل مخصصة لـ «العقاب الجماعي» وليس لضرب الأهداف العسكرية «بل التجمعات السكانية».
وأوضح التقرير أنها كل «برميل» يحوي كمية كبيرة من المواد التي تتفجر اصطدامها بالأرض، وقد يكون الصاعق في مقدمتها أو مؤخرتها «ما يفسر فشل الكثير من القنابل بالانفجار عند اصطدامها بالأرض»، وتسبب عند انفجارها «موجة ضغط شديدة مترافقة بلهب وحرارة عالية مع كمٍّ هائل من الشظايا الناشئة من جسم القنبلة والأجسام المحيطة بالقنبلة، التي تتفتت نتيجة الضغط الهائل الناشئ عن الانفجار، ويتراوح نصف قطر دائرة الخطر واحتمال الأذيّة بين 70 و250 مترًا بحسب وزن القنبلة».
وشددّ التقرير على أنها «قنابل طائرات غير موجهة تستخدم الزعانف وحلقة دائرية للتوازن أثناء سقوطها الحر»، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة الخطأ في أهدافها «نظرًا لأخطاء التسديد والعوامل المؤثرة على مسار المقذوف من سرعة رياح ولزوجة الهواء، لذلك فهي مناسبة فقط لضرب التجمعات السكنية والأرتال العسكرية وغير مفيدة في استهداف أبنية صغيرة محددة أو أهداف متحركة».
في سياق متصل فقد قضى حوالي عشرين سجينًا داخل سجن حلب المركزي المحاصر من قبل الثوار، قضى 5 منهم بسبب البرد والجوع ومرض السل، بينما أعدمت سلطات السجن «إياد الحسن بن محمد ربيع» شنقًا، دون معرفة السبب.
فيما قضى خمسة عشر سجينًا تراوحت أعمارهم بين 15 و 18 عامًا حرقًا، بعد أن اندلعت النيران بجناح الأحداث (دون 18 سنة)، وفق مركز حلب الإعلامي، الذي أفاد أن عدد السجناء الذين يعانون من مرض السل الرئوي والبرد والجوع 1300 سجين نقلًا عن مصدر داخل السجن.
وقد طالبت منظمات حقوقية، ووزراء أوروبيين بإيقاف الهجمات على مدينة حلب، بينما اعتبر الائتلاف الوطني السوري القصف «رخصًا غير مباشرة تمنح من قبل المجتمع الدولي للأسد، تمهيدًا لعقد مؤتمر جنيف-2، وتجاهلًا غير مسبوق لجرائم إبادة جماعية ترتكب بحق مدنيين».