خالد محمد – حماة
تعود جبهات حماة للهدوء بعد شهر من العمليات أحرز فيها مقاتلو المدينة تقدمًا على الجبهتين الشمالية والشرقية، في ظل مداهمات واعتقالات داخل المناطق المحررة لا يعرف سببها.
بداية هذه الاعتقالات كانت في 7 تشرين الثاني باعتقال قائد لواء «المتحابين في الله» (أبو بدر حجازي) من قبل «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وقد صادرت «الدولة» سلاحه وتعرض للضرب خلال احتجازه، وبعد أيام من المطالبة به من قبل كتائب وألوية حماة العاملة أطلقت «الدولة» سراحه، دون توضيح أسباب اعتقاله.
وبعد اعتقال أبو بدر حجازي داهمت عناصر من «الدولة» مقرّ كتائب الفاروق بالقرب من بلدة كفرنبل في 9 كانون الأول الجاري، وصادرت سيارتي ذخائر، بداخلها أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة كانت متوجهة إلى معركة قادمون بالريف الشرقي بحسب عناصر من كتائب الفاروق.
تلاها اعتقال رئيس المجلس العسكري في حماة العميد «أحمد بري» في 15 من الشهر الجاري من بلدة خان السبل مع مرافقيه، وإلى الآن لم يفرج عن العميد ولم تعرف أسباب الاعتقال.
وقد أصدر المجلس العسكري في المدينة بيانًا بعد اعتقال بري، ندد فيه بما يقوم به التنظيم بحق كتائب وألوية حماة، ودعا التنظيم إلى تحكيم طرف ثالث مثل جبهة النصرة «درءًا للفتن وحقنًا للدماء»، مؤكدًا على أن التعامل مع أي شخص من ألوية حماة يكون فقط عن طريق الهيئة الشرعية في حماة وليس للدولة أن تتصرف في المحافظة دون الرجوع للهيئة الشرعية التي ارتضت سائر ألوية حماة ومجلسها العسكري أن تكون الحكم والفيصل». ويضيف رئيس المكتب الإعلامي في المجلس العسكري لعنب بلدي «نتمنى من الدولة أن تتعاون مع الهيئة الشرعية في حماة في أيّ أمر تريده، وألا تعمل بتفرد».
في المقابل لم يصدر عن التنظيم أي بيانات تردّ على الاتهامات الموجهة إليه، أو يوضح فيها سبب هذه الاقتحامات والاعتقالات.
من ناحية أخرى فإن التصرفات الأخيرة للتنظيم دون تبيان الأسباب، فتحت الباب أمام بعض اللصوص للتستر باسم «الدولة» لتنفيذ سرقاتهم، وهذا ما ظهر عند اقتحام مجموعة من اللصوص، عددهم 25 فردًا، مقر لواء «سور العاصي» في قرية مشون في جبل الزاوية يوم الثلاثاء 24 كانون الأول، وقاموا بضرب 11 شابًا من اللواء بينهم 3 إعلاميين، وهم يصرخون «نحن دولة… نحن دولة»، ثم سرقوا كل المعدات الإعلامية ومستودعًا للأسلحة وكل ما يحتويه المقر، إضافة لسيارتين تابعتين للواء. لكن أحد حواجز الجيش الحر في المنطقة تمكن من إلقاء القبض عليهم، ليتبيّن أنهم لا ينتمون لتنظيم الدولة أو غيره وليس عندهم أي تواصل معه.
وكانت الكتائب العاملة في الريف الحموي استطاعت التقدم خلال تشرين الثاني الماضي بتحرير أكثر من 7 حواجز عسكرية مهمّة، وصد رتل قادم من مطار حماة العسكري باتجاه الريف الشمالي وتدمير عشرات الآليات لقوات الأسد وتكبيدها خسائر بشرية، واغتنام كميات جيدة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
يذكر أن «الدولة» دخلت إلى ريف حماة خلال شهر أيلول 2013، ولم يكن لها تواجد سابقًا، شاركت بتحرير اللواء 66 في ريف حماة الشرقي منتصف أيلول، كما حررت حاجز الجديدة في ريف حماة الشمالي يوم 4 كانون أول الجاري، إضافة لتحرير حاجز العطشان في مدينة مورك في 27 الجاري.