الدفاع المدني بحلب.. أعباء كبيرة، وإمكانيات محدودة
هنا الحلبي – حلب
في ظل ظروف القصف المتكرر من النظام على أحياء حلب الشرقية، التي يسيطر عليها الجيش الحر، تأسس ما يُعرف بفريق «الدفاع المدني»، منذ سنة تقريبًا، تزامنًا مع تأسيس مجلس محافظة حلب، في خطوة قام بها الناشطون في الداخل لتشكيل كيان سياسي موحد يمثل المدينة، وكان فريق «الدفاع المدني» قسمًا من عشرة أقسام تُشكل مجلس المحافظة.
وبدأ هذا القسم بممارسة أعماله فور تأسيسه، فبدأ بإنشاء مركز مدينة حلب بكادر لا يتجاوز 25 عضوًا، بعد حضور دورة تدريبة في تركيا، ثم توسع عدد الأعضاء ليصل إلى 90 عضوًا ليأخذ على عاتقه تغطية مدينة حلب بالكامل.
ثم وزّع الفريق العمل إلى ثلاثة قطاعات، هي قطاع الأنصاري وقطاع هنانو إضافة لقطاع إطفائية هنانو، وبالإضافة إلى المدينة، فإن 250 عضوًا يتوزعون على أرياف مدينة حلب. تتجلى مهامهم في انتشال الجثث وإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض، وإطفاء الحرائق وإزالة المخاطر من المباني المتضررة جراء القصف، كما يتخصص جزء من الفريق بإسعاف المصابين وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
مدير الفريق بيبرس مشعل في حديث لعنب بلدي أكّد أن مهارات الفريق المهنية والحرفية عالية، فهم يمتلكون ست فرق عمل متكاملة قادرة أن تتوزع على أحياء مختلفة في آن واحد، ولو كانوا يمتلكون القدر الكافي من المعدات المتوسطة لاستطاعت ثلاث فرق إضافية العمل.
ويضيف أنه في حالات القصف العنيف، قد يستمر عمل هذه الفرق أيامًا متواصلة، فمثلًا في مجزرة الكلاسة في 16 آب الفائت عندما قُصفت بصواريخ فراغية دمّرت خمس مبان، استغرق العمل في انتشال الضحايا وإزالة الأنقاض ثمانية أيام وعلى مدار الـ 24 ساعة يوميًا.
أما بالنسبة لمعدات الفريق فيقول بيبرس: تنقسم معدات عملنا إلى ثلاثة أقسام، معدات خفيفة فردية (مجرفة، مقصات نحاسية) وهي متوفرة بشكل كامل ولكل عضو، ومعدات متوسطة (كمبروسور هواء، صواريخ، مخدات هوائية) وهي متوفرة بشكل جزئي، ولا تسد الحاجة كما ينبغي، فيما لا تتوفر المعدات الثقيلة (تركس باكر بوك، سيارة إطفاء).
وأشار بيبرس إلى أن الفريق يعمد إلى استئجار الآليات الثقيلة، أو أن أحد المتبرعين يقدمها تطوعًا أثناء العمل، وفي حال عدم تأمينها، يستعيض الفريق عنها بآليات بسيطة، وهو ما يضاعف عدد ساعات العمل ويزيد صعوبة إنجازه.
وخلال الظروف الأخيرة التي تمرّ بها حلب، جراء قصف بالبراميل راح ضحيته أكثر من 400 شهيد، تزداد المهمة خطورة، وتتفاقم المشاكل التي يواجهها الفريق نظرًا للنقص الحاد في الآليات.
وأكد ببيرس أنهم طالبوا وحدة تنسيق الدعم ACU مرارًا لتغطية هذا النقص -كون الائتلاف هو المسؤول عن دعم مجلس المحافظة- معتبرًا قسم الدفاع المدني من أكثر الأقسام حاجة للدعم في المجلس بسبب متطلباته الضخمة، لكن وحدة الدعم لا توفر له ميزانية ثابتة وإنما «ميزانية مزاجية»، كما يصفها.
مشدّدًا على أنه أرسل مرات عدة دراسة مالية تفصيلية لاحتياجات الفريق إلى وحدة الدعم -نزولًا عند طلبهم-، ولكن دون أي دعم يذكر غير «الوعود الزائفة». كما أرسل خطابًا استثنائيًا ملحًّا لكل من الحكومة ووحدة تنسيق الدعم، مطالبًا بدعم طوارئ إسعافي، لكن النتيجة كـ «سابقاتها».
ويتحمل الفريق اليوم أعباءً كبيرة، خصوصًا مع اشتداد حملة القصف بالبراميل المتفجرة التي تستهدف أحياء حلب المأهولة بالمدنيين بشكل عشوائي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :