أبو تيسير زيادة، قائد لواء سعد بن أبي وقاص، في أول حديث له للإعلام

  • 2013/12/29
  • 8:08 ص

أنا اتخذت قرار ضرب الحواجز وقد رفض المجلس المحلي والمكتب العسكري التابع له القرار.

المخفر إدارته فاشلة ولا يستطيع القيام بعمله.

 

عنب بلدي – داريا

اتّسم أبو تيسير قائد لواء سعد بن أبي وقاص، وأحد أبرز مؤسسي الجيش الحر في داريا قبل سنتين، بالغموض وعدم الظهور إلى وسائل الإعلام، ما حملّه مجموعة من الانتقادات والاتهامات حول تفرده باتخاذ بعض القرارات دون التنسيق مع فصائل المدينة وناشطيها.

في أول لقاء يجريه مع جريدة عنب بلدي، يحدد أبو تيسير موقفه من عدة مسائل تخص المدينة، ويوضح رأيه في الانتقادات الموجهة إليه.

بعد تشكيل غرفة العمليات المشتركة بداية تشرين الأول المنصرم، تقدم مقاتلو المدينة على أكثر من محور في المدينة، لماذا توقفت هذه العمليات؟

كان هناك في بداية تشكيل غرفة العمليات عمل ناجح الحمد لله (على جبهة الكورنيش القديم)، ثم حاولنا بعملية أخرى من الجهة الشرقية، وكانت هناك مقاومة من قبل جيش النظام، لكننا استطعنا أن نتقدم ونأخذ مجموعة من الكتل التي كان يحتمي بها.

العملية الأخيرة التي قمنا بها في الجهة الغربية، كانت لألوية الصحابة فقط دون مشاركة أحد من الألوية الأخرى… كانت ناجحة أمنيًا، ولكن عسكريًا اضطررنا إلى تأجيلها لفترة من الزمن، وقد حاولت إخبار قيادة لواء شهداء الإسلام للمشاركة بها ولكن سوء شبكة الاتصال كانت عائقًا في ذلك. كما أن ضعف إدارة الغرفة أيضا كان سببًا في تراجع عمل الغرفة في الآونة الاخيرة.

هل أخلّ أحد الأطراف بالاتفاق المبرم بينكم في الغرفة؟

نشر أخبار خطط العمليات من قبلهم وعدم الكتمان يمكن أن نعتبره إخلالًا بالاتفاق.

لو عدنا إلى بداية المعركة هناك من يحمّلكم مسؤولية الحملة الأخيرة على داريا، والمستمرة منذ عام كامل، منذ حادثة ضرب الحواجز في 8 تشرين الثاني، ماذا تقولون في ذلك؟

أنا اتخذت قرار ضرب الحواجز مع أبو مالك (قائد كتيبة فيحاء الشام آنذاك)، وقد رفض المجلس المحلي والمكتب العسكري التابع له القرار.

ونحن لا نعتبر أنفسنا مخطئين في ذلك، فخلال أربعة أيام قتل النظام 26 شخصًا وحرق واستباح البيوت والأملاك، واضطررنا إلى هذا الإجراء، ولو أنه كان صعبًا ولم يكن بالإجماع، فقد عارضه بعض المشايخ والمجلس المحلي.

هناك من يقول أنك قررت ضرب الحواجز لأسباب شخصية، بغية العودة إلى قيادة لواء سعد وقد خسرت القيادة إبان مجزرة داريا الكبرى في آب.

كنت وقتها قائدًا لكتائب الصحابة، ولست بحاجة للواء سعد طالما كنت قائد الجميع.

ما زلت إلى الآن قائدًا لألوية الصحابة؟

استقلت منذ فترة طويلة لأتفرغ لمعركة داريا، وتسلّم القيادة أبو إسلام ومن بعده أبو عبادة.

بعد سنة من المعارك، نسبة كبيرة من أهالي مدينة داريا النازحين يعتبرون المعركة داخل مدينتهم خاسرة، ما هو التقدم الذي أحرزتموه ميدانيًا، وما هي استراتيجيتكم في المدينة؟

بالتأكيد أي معركة فيها خسائر وتضحيات…  منذ تأسيس الجيش الحر في داريا لم أكن أريد فتح معركة داريا، ولكن هذه المعركة فرضت علينا ولسنا السبب فيها. كان من المفروض من الفصائل في المنطقة الغربية التوجه إلى داريا، ولكن للأسف لم يحصل ذلك.

ما دوركم في تأمين احتياجات المدنيين أو المقاتلين والجرحى؟

منذ بداية تأسيس المجلس المحلي وحتى من قبل مجزرة آب 2012، كنت أعقد اجتماعات بين لجان التنسيق وتنسيقية الإسقاط، ولكن كان هناك اختلاف في وجهات النظر، ومثلما يقولون عن أبو تيسير بأنه «ديكتاتور»، كذلك هم يمارسون الديكتاتورية في المجلس.

طبعًا أكثر من مرة سلمت المكتب الإغاثي بعض المساعدات الغذائية، وكنا نعتمد عليهم رغم أن دعمًا إغاثيًا كان يأتينا.

وفي بداية المعركة قمت بتسليم المكتب المالي في المجلس كل حسابات الداعمين العسكريين، ولكن للأسف كانوا يعملون على إثبات أنفسهم على حساب غيرهم.

وقد ساهمت بتذخير المعركة بنسبة 40 % وذخيرة المعركة في البداية كانت كلها من مستودعات ألوية الصحابة.

بالنسبة للطعام فكان يأتينا من مطبخ المجلس الذي يوزع الطعام على الجميع، أما الدخان فقد كنا نوزعه لعناصر لوائنا وعناصر جميع الألوية الأخرى باستثناء الكميات القليلة التي كانت تأتينا من المعضمية عن طريق اللجان الشعبية.

هناك انتقادات بأنكم تقومون بالطبخ لوحدكم حين يتعذر على المطبخ القيام بعمله، لماذا لا تقدمون الطعام -أنتم وغيركم- للمطبخ وهو الذي يتولى الأمر؟

الكمية لدينا محدودة وقد نفدت… حتى أن إحدى مجموعاتنا -لعدم قدرتنا على تأمين احتياجاتهم من الطعام- اقتحمت مقرّ المكتب الإغاثي وأخذت 50 كيلو رز منه.

ما مدى تعاونكم مع مخفر المدينة الذي يعمل على الحد من تجاوزات المقاتلين والمدنيين، ومعاقبة السارقين؟

المخفر إدارته فاشلة ولا يستطيع القيام بعمله، لذلك نحن لا نتعامل معه ولا نعترف به، وحجتهم بأننا لم ندعمهم غير صحيحة لأنه لم يطلب منا ذلك.

وقد طلبت منهم تغيير إدارته حتى نعترف به ولكنهم رفضوا وكان لدى المخفر أخطاء كبيرة، منها هروب الكثير من الموقوفين

هناك من ينتقدكم أنكم تقومون بحماية بعض المحتكرين أو السارقين.

لم أقم بحماية أحد أبدًا، ولكن قامت مجموعة من الكتائب -بدون إخبارنا كوننا بغرفة عمليات واحدة- باعتقال عدد من المحتكرين، منهم من تاب ولم يعد يعمل بذلك، وهو محسوب علينا، وحين هربوا من المكان الذي كانوا فيه عند لواء المقداد أتوا إليّ جميعهم، فأخبرت الشرطة العسكرية وقتها ووعدتها بمحاسبتهم فور تشكيل اللجنة الشرعية.

سمعنا في الفترة الأخيرة عن خلافات في لواء سعد ومحاولات انشقاق ما مدى صحة هذه الأنباء؟

بعض المجموعات ادعت بأنني لا أستطيع أن أؤمن لهم حقهم من المجلس من طعام وشراب ووقود (لذلك انشقوا عن اللواء)، وبعد عدة نقاشات قرروا العودة وتراجعوا عن انشقاقهم.

هل تستطيعون استجرار الدعم من خارج المدينة سواء من الجبهة الإسلامية أو غيرها؟

داريا لها أهمية كبيرة وهناك أطراف تحاول إثبات اسم لها من خلال موقع داريا المهم، كما أن أطرافًا تحاول تصدير الدعم لبث الفتنة

كتائب الصحابة تتبع لتجمع «أجناد الشام» هل لديكم النية في التجمع للانضمام لجبهات كبرى على مستوى سوريا؟

أجناد الشام هو تجمع كبير يوازي في عمله الجبهة الإسلامية، ومن الممكن أن نعمل سويًا وليس لدينا أي مانع في أن نكون كيانًا واحدًا

ما رأيكم في الهدنة أو المصالحة مع النظام، وكيف تنظرون إلى هدنة المعضمية؟

المصالحة مرفوضة بشكل كامل، أما الهدنة التي تؤدي إلى استراحة المقاتلين فأهلًا وسهلًا، بالنسبة للمعضمية هم موعودون بإدخال المساعدات، فإذا حصل ذلك فهو خير، ولكن النظام لا أمان له.

ما هي نظرتكم لمؤتمر «جنيف-2» المزمع عقده، وهل الحل في سوريا سياسي أم عسكري؟

«جنيف» ضحكة على الشعب السوري ولن يخرج بنتائج مرضية؛ سينتهي الوضع في سوريا سياسيًا، ولكن هناك فصائل لن ترضى بذلك، وستعيد الحرب والصراع حتى تتحقق مطالبها

لو تحققت شروط المعارضة ولو بشكل جزئي (عدم مشاركة الأسد بالمرحلة الانتقالية، حكومة كاملة الصلاحيات، الإفراج عن المعتقلين…)

ممكن أن نوافق على ذلك، ولكن هناك الكثير من أعوان النظام لن يذهبوا بهذه الطريقة، وهذا يحتاج إلى وقت كبير.

نحن في أجناد الشام لسنا الوحيدين في اتخاذ قرار بشأن سوريا ككل، ولن نجبر أحدًا على رأي معين… سنمشي مع الجميع.

ما هو شكل الدولة الذي تطمحون له، وهل ترسمون خطوطًا لدولة إسلامية؟

يجب علينا أولًا أن نزرع بذرة الإسلام والدولة الإسلامية في النفوس والأجيال، قبل تشكيل الدولة وهذا يحتاج إلى زمن طويل ربما الأجيال من بعدنا هي التي سوف ترى ذلك.

مقالات متعلقة

لقاءات

المزيد من لقاءات