“مهارات التيسير”.. تدريباتٌ تأهيلية لنساء إدلب

  • 2017/04/23
  • 1:00 ص

دورة مهارات التيسير التي حضرتها نساء إدلب - 17 نيسان 2017 (عنب بلدي)

إدلب – عفاف جقمور

أثارت الدورة التدربيبة استغراب الكثيرين ممن سمعوا عنوانها، بمن فيهنّ المتدرّبات اللواتي حضرنها، إذ كانت مختلفةً عمّا مرّ عليهن من دورات، بينما غيّرت المهارات المهمةالتي اكتسبنها، رؤيتهن التي تكوّنت في بداية التدريب.

نظّمت مؤسسة اتحاد المنظمات الطبية والإغاثية “UOSSM”،  بالتعاون مع منظمة “بارقة أمل” النسائية، دورة تدريبية حملت عنوان “مهارات التيسير”، وحضرتها 23 امرأة من نساء محافظة إدلب، بمعدل 24 ساعة تدريبية، بين 14 و 17 نيسان الجاري.

هل هذه الدورة مفيدة؟

تميّزت الدورة من ناحية العنوان والمحتوى، فعالجت موضوعًا “تعتبر النساء في أمسّ الحاجة له”، وفق آية جبرة، المُحاضرة في جامعة إدلب، وقالت في حديثٍ إلى عنب بلدي، إن هذا النوع من الدورات يُظهر كيفية إدارة المعرفة وقيادة عملية التعليم.

جبرة، التي حضرت التدريبات، رأت أنها “تستطيع رسم مخطط من خلال ما تعلمته من مهارات، للوصول إلى الأهداف المنشودة في كل خطوة من خطوات عملها”، باعتبارها مُحاضِرة ومديرة مكتب ذوي الاحتياجات الخاصة في إدلب.

“أكثر ما استفدت منه هو المهارات الأساسية في التواصل”، أضافت المُحاضِرة، التي تسعى في المستقبل القريب إلى إجراء دورة تأهيلية في “التيسير”، لكوادر المكتب التي تديره، “ليكتسبوا مزيدًا من القدرة على تيسير الأمور فيما بينهم كأشخاص أولًا، وفي علاقاتهم مع ذوي الأطفال”.

استفادت سلوى جبان، المحررة في مجلة “حبر”، في عملية إدارة الحوارات مع الآخرين، كما قالت لعنب بلدي، مشيرةً إلى أنها “حققت نقلة نوعية” في كيفية التعامل مع المتدربات اللواتي تُعلمهنّ الكتابة الصحفية في كلية الآداب بجامعة إدلب، “أعتقد أنني سأكون قادرة على ضبط القاعة بشكل أكبر بعد هذا التدريب”.

ترى مديرة “بارقة أمل” أنه من الضروري، تعلم كيفية التعامل مع أنماط الناس وشخصياتهم، والبحث عن طرق استجلاب الحلول والتيسير بين الأطراف المتضادة، “فهدفنا تمكين المرأة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعًا ورفع ثقتها بنفسها”.

التيسيرمهارة مطلوبة

يعتبر التيسير من المهارات المطلوبة في القطاعات الإدارية والتعليمية بشكل أساسي، وفق المدرب عبيدة السيد علي، إذ يركز على مهارات ووسائل استخراج المعرفة من المشاركين، على حد وصفه.

ضرورة الالتفات والتركيز عليه، تأتي بحسب المدرب، “بغية بناء نواة مجتمع مدني في الداخل، قادرة على تيسير الاجتماعات واللقاءات اليومية والدورية وتقليل الفجوات بين المجتمعات المدنية”، مشيرًا “هي خطوة نحو الأمام في القطاع التعليمي والتدريسي شمال سوريا، فنحن بحاجة لرسم الخطط والاجتماعات وبناء التوافق بين أعضاءٍ متبايني الأهداف والخلفيات”.

يُعرّف السيد علي، مصطلح التيسير بأنه “معرفةٌ معمقةٌ بالسلوكيات والعمليات النفسية التي تحدث داخل مجموعة اجتماعية”، معتبرًا أنه “يهدف إلى منح المهارات اللازمة لتشكيل المجموعات وبناء الفرق والتوافق، ما يُمكّن المتدربة من تصميم وقيادة عملية إنتاج الأفكار”.

نساءٌ فاعلات شاركن في الدورة، وفق ندى سميع، مديرة “بارقة أمل”، التي أوضحت أن الاختيار جاء بعد دعوة المنظمات النسائية لإرسال ممثلين عنها، معتبرةً أن المرأة “تحتاج أن تعرف مهارات التيسير كونها موجودة ضمن تشكيلات المجتمع، ووسط فئات نسائية تحتاج خبراتها”.

مرّت المرأة بداية الثورة بمراحل ضعف، “فلم يكن لديها تفاعل كافٍ بسبب صعوبة الظروف”، وفق سميع، التي رأت أن المنظمات حاليًا “تتّجه لتعزيز دور المرأة في بناء نفسها وأبنائها وبلدها”، مؤكدةً “الحاجة لمثل هذه الدورات كبير، كون المجتمع في حالة تنافر”.

انسجام في التدريب رغم تفاوت المستويات

لأن المتدربات حضرن من مجتمعات وبيئات مختلفة، لمس السيد علي، تفاوتًا في المستويات، “إلا أن جسور التعاون كانت واضحة”، وفق تعبيره.

وأشار المدرب إلى أن الدورة “من أوائل التدريبات التي تجري في الداخل”، مؤكدًا أنها “ستتكرر خلال الأيام المقبلة، إذ نعمل حاليًا على اختيار شخصيات مناسبة لدعوتها”.

المدربة المعتمدة عبير الفارس، حضرت الدورة، ولاحظت “تفاوتًا” في المستويات بين الحاضرات، وقالت لعنب بلدي إنها توقعت صعوبة أثناء التدريب والتعامل بين المدرب والمتدربات، “لكنّ الجميع انصهر في بوتقة واحدة، ما زاد الانسجام والتقارب في الأفكار والمستويات”.

ووصفت الفارس التدريبات بـ”المتميزة”، متمنيةً في ختام حديثها إلى عنب بلدي، أن تستفيد المتدربات من المهارات التي تعلمنها، “لأن وطننا بحاجة إلى هذه القدرات، فنحن نعتمد على مدربين من الخارج، رغم أننا نملك قدرات وموارد تحتاج التطوير”.

مقالات متعلقة

فعاليات ونشاطات

المزيد من فعاليات ونشاطات