عنب بلدي – العدد 96 – الأحد 22/12/2013
ميدانيًا فإن البيان -الذي اجتمعت عليه كبرى الروابط وهيئات علماء سوريا-، يشرعن إلى حدّ كبير للكتائب الإسلامية المعتدلة أن توقف «الدولة» عند تجاوزاتها، وتقتصّ لقادتها الذين قتلوا بتهمة «التكفير والتعامل مع الغرب»، خصوصًا وأن مقاتلي التنظيم لم يرضخوا لأمير القاعدة الظواهري الذي يكنّون بالبيعة له، حين أعلن إلغاء «الدولة» وطلب منهم الالتزام بالحدود العراقية.
وبعد ظهور «جبهة النصرة» بصورة تيارٍ مجددٍ في نهج القاعدة يتقرّب من الإسلاميين المعتدلين، انقسمت الساحة إلى معسكرين متناقضين، ما يثير المخاوف من الخوض في معركة تعطّل مسار الثورة، وتؤثر على الجبهات لصالح الأسد.
من ناحية أخرى فإن الغرب سيمكّن حجّته بالامتناع عن دعم الثوار، خوفًا من وصوله إلى «الجماعات المتطرفة»، فيما سيستثمر حلفاء الأسد -بطريقتهم المعهودة- المسألة في حال انعقاد «جنيف-2»، لتقديم الأسد بصورة البديل الأنجع للتخلص من التطرف في المنطقة. في الوقت الذي يغض الجانبان الطرفَ عن ميليشيات عراقية ولبنانية وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، يمارسون التطرف المذهبي بأبشع صوره بحق السوريين.
وبين منهجٍ يرسم شكل الدولة على طريقته، وآخر يطالب بثارات مرّ عليها 1400 عام، تضمر صورة الثورة المطالبة بالحرية والعدالة، وتتعالى صرخات النازحين تحت الثلج والزمهرير أن تجمّد الثورة سبق تجمّد أضلعهم.