عنب بلدي – العدد 96 – الأحد 22/12/2013
بدأت العملية منذ إعلان معركة «القلب الواحد» في الرابع من كانون الأول الجاري، بتنسيق بين «الجبهة الإسلامية» و «جبهة النصرة» و «حركة فجر الشام»، إلى أن نفّذ الثوار عمليتين استشهاديتين صباح الجمعة 20 من الشهر الجاري، استطاعوا خلالها قتل عدد من جنود الأسد، والسيطرة على مبنى المشفى القديم. لتبدأ بعدها اشتباكات عنيفة استمرت إلى مساء الجمعة، سيطر خلالها الثوار على أبنية المشفى بشكل كامل، ونشرت غرفة عمليات «القلب الواحد» تسجيلات مصورة تظهر مراحل المعركة الأخيرة.
وتمكن المقاتلون خلال العملية من قتل 20 جنديًا على الأقل وفقًا لإحصائية المرصد السوري لحقوق الإنسان، إضافة إلى أسر عشرات من مقاتلي الأسد، أبرزهم الملازم أول «طارق الشامي» قائد عمليات قوات الأسد في جبهة الكندي، كما اغتنم الثوار دبابة وأسلحة وذخائر كانت مخزنة في المشفى الذي حوّل إلى ثكنة عسكرية.
وتكمن أهمية السيطرة على المشفى كونه يقع على تلة مرتفعة في مدخل حلب الشمالي، وكان يمثّل مع «مخيم حندرات»، و «السجن المركزي»، و «مدرسة المشاة» و «مطار منّغ العسكري» قوّة عسكرية كبرى في الريف الشمالي لحلب. وبالسيطرة على الموقع يؤمن الثوار طريقًا جديدة بين المدينة وريفها، إضافة إلى تشديد الخناق على سجن حلب المركزي، المحاصر منذ عام تقريبًا من قبل الثوار.
بدوره رد الطيران الحربي، بقصف عنيف بالبراميل المتفجّرة في محيط المشفى، إضافة إلى قصف مركز بالصواريخ، ما أدى إلى استشهاد المصور ملهم بركات الذي يعمل لـ «رويترز»، وأخيه مصطفى المقاتل على الجبهة، وكان ملهم، إضافة إلى تغطية المعارك، يلتقط صورًا تظهر حياة السوريين في حلب، ويرسلها إلى «رويترز».
كما أسفر القصف عن استشهاد قائد سرية أبو عمارة للمهام الخاصة (أبو مروان)، الذي بشر بتحرير الموقع في تسجيل نشر على اليوتيوب.
وتأتي السيطرة على المشفى بالتزامن مع قصف غير مسبوق على أحياء مدينة حلب راح ضحيتها أكثر من 350 شهيد.
وفي سياق متصل رد الثوار على قصف حلب بالبراميل بضرب مدينتي نبّل والزهراء (اللتين تقعان تحت سيطرة الأسد) بقذائف الهاون من سبعة محاور يوم الأربعاء 18 كانون الأول، كما استهدفوا مطار النيرب العسكري بريف حلب، واستهدفت الجبهة الإسلامية بقذائف الهاون مواقع النظام داخل ثكنة هنانو.
ويوم الخميس، أعلن لواء أحرار سوريا استهدافه مواقع قوات الأسد في ساحة سعد الله الجابري ومحيط مبنى حزب البعث والحديقة العامة بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون ضمن ما أطلق عليه عملية «العين بالعين»، تزامنًا مع قصف من قبل لواء «رايات الشام» لتجمعات قوات الأسد عند ملعب الحمدانية والإطفائية.
يذكر أن الثوار تمكنوا من دخول المشفى قبل عام تقريبًا، لكن قوات الأسد استطاعت استرجاع المشفى والسيطرة عليه يوم 11 كانون الأول 2012، وكانت أول منطقة يستردها النظام بعد تحريرها.