عنب بلدي – العدد 96 – الأحد 22/12/2013
تبرز أهمية قطاع تربية الدجاج في هيكلية الاقتصاد السوري من خلال قيمة الاستثمارات فيه، والتي بلغت حوالي 150 مليار ليرة سورية بحسب إحصائيات وزارة الزراعة.
ويعمل بها ما بين 5 إلى 6% من المواطنين، حيث يشغّل هذا القطاع نحو 150 ألف عامل لهم علاقة مباشرة بالإنتاج، بالإضافة للعمال في مصانع الأعلاف، وبائعي البيض والفروج، ومستوردي الأعلاف بحيث يتراوح إجمالي عدد العاملين والمرتبطين بقطاع الدواجن ما بين 1.2 مليون إلى 1.5 مليون عامل.
ويرتبط هذا القطاع بنيويًا مع فروع صناعية مهمة، كإنتاج الأعلاف والأدوية البيطرية وتجهيزات الدواجن، وبالتالي فإن أي أثر سلبي يطرأ عليه سينعكس حتمًا على الفروع الأخرى المرتبطة به.
ولا تقتصر أهمية قطاع الدواجن على مردوديته وحجم العاملين فيه فحسب، بل يعتبر عنصرًا أساسيًا في سلة غذاء المواطن السوري. فلحوم الدواجن تسهم بحوالي 54% من إجمالي استهلاك المواطن السوري للحوم، وتشكل ما نسبته 42% من استهلاك المواطن من البروتين الحيواني.
وتشهد الأسواق في الآونة الأخيرة ازدياد الطلب على الدجاج، بسبب الارتفاع الكبير بأسعار اللحوم الحمراء حيث سجل لحم الخاروف 1800 ل.س للكيلو الواحد بينما كيلو لحم العجل 1200 ل.س. وتزامن هذا الازدياد مع انعدام أو ندرة تربيته في جميع المناطق المحررة ومناطق الاشتباكات بسبب ما يحتاجه من أمان وهدوء خلال تربيته، إضافة لارتفاع كلفته لأضعاف ما كانت عليه وذلك لعدم توفر الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات والأعلاف والأدوية وغياب اللقاحات.
ويذكر أن محافظة ريف دمشق كانت قبل الأزمة تحتل المرتبة الأولى في تربية الدجاج، تليها المنطقة الوسطى» حماه وحمص»، ولكن مع اشتداد المعارك في تلك المناطق تراجع إنتاجها لتحتل محافظة اللاذقية وطرطوس المرتبة الأولى في الإنتاج، وليتضاعف إنتاجها 5 أضعاف ما كانت عليه، بسبب توفر الهدوء والأمان والكهرباء والمحروقات بأسعار مقبولة، فضلاً عن الأعلاف والأدوية المستوردة من الخارج والقادمة عبر موانئ الساحل.
يقول «أبو فاروق الحموي» الطبيب البيطري والمشرف على العديد من المداجن في ريف حماة، إن عددًا كبيرًا من المداجن في حماة أغلقت أبوابها بسبب ارتفاع معظم مستلزمات تربية الدجاج إضافة إلى القصف المتواصل الذي تشهده المدينة، مما أدى إلى تراجع الإنتاج وفتح الباب أمام المحافظات الساحلية لزيادة إنتاجها والتحكم بسعر الفروج. فقد وصل سعر الكيلو الواحد قرابة 650 ليرة، ولكن مع دخول الفروج المستورد من تركيا انخفضت الأسعار لقرابة 500 ليرة.
وشهدت الأسواق إقبالًا كبيرًا على الفروج التركي لأنه أرخص من الفروج المحلي، حيث أن سعر كيلو الفروج التركي 390 ل.س، وكنتيجة لإقبال الناس على الفروج التركي فقد أدى ذلك إلى كساد كميات كبيرة من الفروج المحلي وخسائر ضخمة للمربين في الساحل، فقامت قوات النظام بمصادرة كميات كبيرة وصلت لعشرات الأطنان من أسواق المناطق التي يسيطر عليها، لتذهب المصادرات إلى مستودعات قوات النظام لتوزع على جنوده، كما يقول نشطاء، وهذا ما أعاد الأسعار إلى الارتفاع مجددًا.