“حريّيت”: ماذا ينتظر تركيا بعد الاستفتاء؟

  • 2017/04/17
  • 5:22 م

عبد القادر سلفي- كاتب صحفي في صحيفة "حرييت" التركية-"يني شفق"سابقًا (إنترنت)

حقّق حزب “العدالة والتنمية” التركي فوزًا “خجولًا” في الاستفتاء على التعديلات التركية، على خلاف توقعاته، لا سيما في ولايتي إسطنبول وأنقرة، اللتين كان يعول عليهما، ووقفتا إلى جانبه في الانتخابات والاستفتاءات السابقة.

وحصل حزب “العدالة” على نسبة 51.1% من عموم الأصوات، وهي قريبة من عتبة الرفض، ولم يحصل على أغلبية كاسحة، ما يوجب عليه إعادة هيكلية التفكير والترويج قبل مرحلة الانتخابات المقبلة في 2019.

الفوز انقلاب نوعي

ويسرد عبد القادر سلفي، كاتب صحيفة “حرييت”، والمقرب من الحزب الحاكم، الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عقب الفوز.

وعنون سلفي مقالًا نشره اليوم، الاثنين 17 نيسان، بـ “ماذا يتنظرنا بعد الآن؟”، وترجمته عنب بلدي.

وبدأ مقاله بجملة “انتهى الاستفتاء، استيقظت تركيا على صباح يوم جديد”، معتبرًا أن الاستفتاء، الذي يحتوي على مادة مصيرية مثل تغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، انقلابٌ نوعيٌ في حياة تركيا.

ويرى أنه يجب على كل من الحكومة والمعارضة قراءة الرسائل التي أرسلها الشعب عبر صناديق الاقتراع، إذ كانت النتائج متقاربة.

“أجرى المياه على عكس مسارها”

واعتبر الكاتب أن الرئيس التركي، رجب يطب أردوغان، قلب الأمور رأسًا على عقب، مستخدمًا مثلًا تركيًا يقول “أجرى المياه على عكس مسارها”، مضيفًا أنها المرة الأولى التي يقبل الشعب بتغيير النظام بنسبة تفوق 35%.

كما قال أردوغان في وقت سابق إن “نسبة القبول (لتغيير نظام الحكم) لم تتخطَ قط عتبة 25 إلى 30%”.

وأشار الكاتب إلى أن النسبة التي حصل عليها أردوغان في هذا الاستفتاء، هي نفسها نسبة أصواته في الانتخابات الرئاسية السابقة.

ونوّه إلى أن أردوغان وجّه الشكر للشعب على “ثقتهم به”، في خطاب الاستفتاء الذي أجراه أمس أمام الحضور في قصر “هوبر” في اسطنبول.

ويؤكّد الكاتب أنه لا يوجد أصوات جديدة حصل عليها الحزب بخصوص الاستفتاء، إنما حصل أردوغان على أصواته السابقة فحسب.

القطبية رجّحت كفة أردوغان

وقال سلفي إن نتائج الاستفتاء علمت الأتراك درسًا حول الانتخابات التي يتخللها مفهوم “القطبية”، وفيها تكون النتائج متقاربة جدًا، معتمدةً على الشخص المحوري في الانتخابات، وليس على الرسالة التي يروجها الحزب.

وأخذ الكاتب مثالًا على ذلك، انتخابات الرئيسن السابقين دميرال، وأوز أل، التي كانت فيها نسبة “نعم” 50.16%، مقابل  49.45% لـ “لا”، موضحًا أنه في هذا الاستفتاء من كان يحبّ أردوغان قال “نعم”، وأمّا من يكرهه فقال “لا”.

إصلاح الخلل

وتطرق الكاتب، المقرب من مركز القرار في أنقرة، إلى تغيير الأوضاع السياسية عقب الاستفتاء، قائلًا إنه مع يوم 16 نيسان طرحت موازيين سياسية جديدة.

ونبه إلى ضرورة أخذ حزب “العدالة والتنمية” هذه النتائج بعين الاعتبار، واعتماد نظام “النقد الذاتي”، تحسبًا للمتغيّرات السياسية المقبلة.

وعاد إلى خطاب أردوغان أمس في قصر “هوبر”، الذي اعتبره غير “مخطط له”، والهدف منه “رفع الهمم عقب الفوز (الباهت)”.

وقرأ الكاتب رسائل أردوغان في الخطاب، بأنه لن يتجه مباشرةً إلى الانتخابات الرئاسية، بل يفضل العودة إلى حزبه، بهدف إحصاء الأضرار والخلل، ثم إصلاحها والتحضير للانتخابات المقبلة في 2019.

أنصار القومي “خذلوا” العدالة والتنمية

وكان حزب “الحركة القومية” بزعامة دولت بهتشلي، أعلن تقديم دعمه للاستفتاء، وقدم مقترح التعديلات برفقة “العدالة” إلى مجلس البرلمان.

ولكن سلفي يجد أن “القومي” لم يقدم المساعدة المرجوة منه، ولم يتمكن من حشد الأصوات الساحلية، في إشارةً إلى المدن التي يتركز فيها أنصار “القوميين”، وصوتوا بـ “لا”.

ولفت أن ميرل أك شنار، القومية التي طُردت من الحزب مؤخرًا، تسعى إلى تشكيل حزب جديد، لا سيما بعد نتائج الاستفتاء، وذلك وفق مقابلة أجراها معها مؤخرًا.

وكانت أك شنار طُردت مع أعضاء قوميين آخرين، بسبب رغبتهم بالوصول إلى زعامة الحزب أو الانفصال عنه، ولجأ وقتها بهتشلي إلى “العدالة” ليوقفهم عن فعل ذلك.

وأخيرًا يرى سلفي أنه يجب على “العدالة” التركيز على تغيير اللغة المستخدمة في حملة الاستفتاء، معتبرًا أنها لغة “خاطئة”، وذلك تحضيرًا لحملة الانتخابات المقبلة في 2019.

مقالات متعلقة

  1. "حرييت": ما وراء الكواليس في العهد الجديد لحزب "العدالة"
  2. تركيا تنتظر استفتاءً حول الدستور الرئاسي.. ما أبرز تعديلاته؟
  3. أكبر أحزاب المعارضة التركية يهدّد بالخروج من البرلمان
  4. تركيا تصعّد وتنتقل إلى القانون الدولي في وجه هولندا

دولي

المزيد من دولي