مجد زيادة.. عام على الشهادة
عنب بلدي – مشاركة
«رحمك الله يا ولدي وأسكنك فسيح جنانه وإنّا لله وإنا إليه راجعون، لقد مر عام على استشهادك يا بني، كم نحن مشتاقون إليك أنا ووالدتك وأخوتك ولكن ما يصبرنا ويواسي قلوبنا أننا نحسبك عند الله شهيدًا»
ليست هذه الكلمات مجرد كلمات رثاء تقليدي كتبت على صفحات التواصل الاجتماعي، تلك الكلمات كتبها والد الشهيد مجد زيادة وهو يرثى ولده في ذكرى استشهاده الأولى.
مجد (أبو خالد) ذو الأربع والعشرين عامًا، شاب عنيد، لا يخاف في الله لومة لائم، كما تقول شقيقته، يمتلك قلبًا وديعًا طيبًا، وابتسامته لا تفارق شفاهه، يعشق رياضة الملاكمة، وتدرب في نادي الشرطة في دمشق، وشارك في عدة بطولات على مستوى الجمهورية.
تأثر كثيرًا بشخصية الصحابي عمر بن الخطاب وبطولات الصحابي خالد بن الوليد، لذلك لقب نفسه بأبي خالد.
ترك دراسته في كلية الحقوق في بيروت، وتفرغ للثورة وشارك في مظاهراتها السلمية، وعندما اشتدت الأوضاع في البلاد، أبى أن يرى الظلم واقعًا على أهله وبيته وأبناء وطنه، دون أن يحرك ساكنًا، فحمل السلاح والتحق بصفوف الجيش الحر في داريا ومن ثم قاد كتيبة فيها، وعمل ورفاقه على صناعة العبوات الناسفة.
تقول شقيقته عنه: كان في آخر أيامه يقول كثيرًا «بدي خاف بس ما عم أقدر خاف»، ومن ثم أضافت وبغصة «شو بدي قول أكتر… هذا غيض من فيض».
استمات في الدفاع عن بلده إلى أن غدرته رصاصة قناصة بتاريخ 17 كانون الأول 2013 أثناء تأهبه لضرب دبابة لقوات النظام في إحدى المعارك التي كان يخوضها، لكنه آثر على ضرب الدبابة وهو يقاوم الموت، بشهادة رفاقه عنه على أرض المعركة.
تقول والدته الصابرة: «لم يستطيعوا أن يغيبوا روحك الطاهرة المحلقة في الفضاء تناجي ربها، تراقب ما يحصل على الأرض، كنت قد سقطت شهيدًا مثل غيرك من الشهداء في منتصف طريق النضال، وإني أظن بأن رفاقك سوف يكملون الطريق حتى تنتصر الثورة .. رحماك يارب .. رحماك بنا نحن الأحياء ورحماك بالشهداء.. اللهم احتسبه عندك شهيدًا واغفر له ذنوبه واجعله شفيعًا لنا واجمعنا به في مستقر رحمتك وتحت ظل عرشك يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :